صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/102

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ه - كيف يستكشف الجدل العلاقات بين المثل ليؤلفهـا في أحكام ؟ و بعبارة أخرى كيف يرتب لمثل في أجناس وأنواع فيتصور السالم المعقول على حقيقته ؟ بالنزول من أرفع المثل إلى أدناها وهذا هو الجدل النازل ، ووسيلته القسمة ، فإن قسمة الجنس ممكنة بخاصيات نوعية تنضاف إليه فتضيق ما صدقه ، وتجعل فيه أقساماً مختلفة لها أسماء مختلفة وتشترك مع ذلك في واحد) . وللقسسة قواعد تتبع ومخاطر تجتنب : يجب أن تطابق طبيعة الشيء فلا تقسم إلا حيث تقتضى الطبيعة القسمة كما يجزأ الحيوان في مفاصله من غير تهشيم ، و يجب أن تكون تامة فتستخرج من الجنس نوعين أو ثلاثة ومن كل منهما صنفين أو ثلاثة حتى تنتهى إلى البسائط . أما ما يتحرز منه فهو اعتبار المركب بسيطاً والعرضي جوهريا . والقسمة المثلى هي الثنائية كأن تقول : السياسة علم والعلم نظرى وعملى والسياسة تدخل في الطائفة الأولى ، والعلم النظرى على يأمر وعلم يقرر والسياسة تدخل في الطائفة الأولى وهكذا حتى يتعين معنى السياسة (1) ) أركان تحاول تعريف السوفسطائي فنمضى من قسمة إلى أخرى حتى تبلغ إلى التعريف الذي لا ينطبق إلا عليه " . فالقسمة تبدأ اللامين وتتدرج إلى التعيين أي أنها تتأدى من وحدة الجنس الى كثرة الأنواع ومن وحدة للبدأ إلى كثرة النتائج ، فالجدل النازل منهج مكمل للجدل الصاعد وهو آمن منه وأكفل باستيعاب الأقسام جميعاً . (۲) (1) الجمهورية م ٤٣٧ . (۲) السامي ص ۲۰۸ - ٢٦٧ . (3) السوفسطال می ۲۱۸ - ۷۳۱ -

و - هذا إيجاز لأبحاث أفلاطون في العرفة فيها منطق وفيها ميتافيزيقا كما قلنا : أخذ الحد والاستقراء عن سقراط وتعمق في تفسير الحكم ولكنه أقامه على