۹۷ --- مشاركة للثل بعضها في بعض وهي أغمض من مشاركة المحسوسات في المثل ، واقترب من القياس بالقسمة الثنائية ؛ فإنها عبارة عن وضع علاقة بين طرفين بواسطة طرف ثالث علاقته بهما معلومة ، ولكنها لا تشبه القياس إلا من بعيد كما سيمين أرسطو ( ٥٠ ه ) ، ونظر في أصول المعرفة نظراً دقيقاً عديقا و بلغ إلى عالم معقول هو أساس المعرفة والوجود المحسوس ، فكان وضعه المثل جواهر قائمة بأنفسها توكيداً لهذا الوجود الأعلى نفت به الإنسانية بقوة إلى الفرق بين الجزئى والكلي والمحسوس والمعقول فلن تنسى الإنسانية هذا الفرق ، غير أنه في أواخر أيامه وفي دروسه الشفوية مال من سقراط إلى الفيثاغورية فاستبدل الأعداد بالمثل وتابعه تلاميذه الأولون حتى قال أرسطو مؤرخ هذه المرحلة الأخيرة : « لقد أصبحت الرياضيات عند فلاسفة العصر الحاضر كل الفلسفة ولو أنهم يقولون أنها انما تدرس لأجل الباقى ) ، فكانه في محاولته البلوغ إلى المعقولية التامة أراد أن يلغى المـادة الكثيفة المستعصية على التجريد والتعقل وأن يرد الوجود كله إعداداً و نسبأ عددية فيلني الظن من المعرفة ولا يستبقى غير العلم في شكله الرياضي ، وسيظل هـذا الهدف مطمح أنظار كثيرين من المفكرين يكن أن تذكر منهم ديكارت لندل على شدة جاذبية هذه الوجهة . (1) ما بعد الطبيعة ما في ۹ ص ۹۹۲ ۴ ۱ - ۳۳--- ٣٥ ، وانظر أيضاً عن هذه للرحلة الأخيرة الغالين 13 و 14 من الكتاب الذكور ( -- فلسفة )
صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/103
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.