وفيها بين أجزاء كل منها بالتفصيل نتيجة على اتفاقية ، ولكنه صنع عقل كامل تونى الخير ورتب كل شيء عن قصد ) . وثمت برهان آخر : فقد رأينا أفلاطون يضع المثل لأنه وجد المحسوسات تتفاوت في صفاتها ، فدله هذا التفاوت على أن الصفات ليست لها بالذات ولكنها حاصلة في كل منها بالمشاركة فيها هو بالذات . وخص بالذكر مثال الجمال في المأدبة ، ومثال الخير في الجمهورية ، فقال عن الأول : إنه علة الجمال المتفرق في الأشياء ، والمقصد الأسمى للإرادة في نزوعها إلى المطاق ، والغاية القصوى للعقل في جدله ، لا يوصف ، أي لا يضاف إليه أي محمول لأنه غير مشارك في شيء ولكنه هو هو . وقال عن الثاني : في أقصى حدود العالم المعقول يقوم مثال الخير ، هذا المثال الذي لا يدرك إلا بموية ، ولكنا لا ندركه إلا وتوقن أنه علة كل ما هو جميل وخير ، هو الذي ينشر ضوء الحق على موضوعات العلوم ويمنح النفس قوة الإدراك ، فهو مبدأ العلم والحق يفوقها جمالاً مهما يكن لها من جمال ، هو أسمى موضوع النظر الفيلسوف والغاية من الجدل تعلقه ، وإن جماله ليعجز كل بيان ، لا يوصف الا سلباً ولا يمين ايجاباً الا بنوع من التمثيل الناقص . وكما أن الشمس تجعل المرئيات مرئية وتهبها الكون والم والتـذاء دون أن تكون هي شيئاً من ذلك فإن المعقولات تستمد معقوليتها من الخير ، بل وجودها وماهيتها ، ولو أن الخير نفسه ليس ماهية وانما هو شيء أسمى للمـأهية بما لا يقاس كرامة وقدرة ، اعلم أن الخير والشمس ملكان : الواحد على العالم العقول والآخر على العالم المحسوس(۳) » . ومقصد أفلاطون واضح ، هو أن التفسير النهائي للوجود هو « أن الخير رباط كل شيء وأساسه(٤) » من حيث من (۱) تباوس می ۲۸ (۱) - ۲۹ (۱) . (۳) الجمهورية م ٦ و ٧ في مواضع مختلفة وبالأخص ص ٥٠٦ - ۵۰۹ . (4) فيدون سن ۹۹ (+) (Y) 4
صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/106
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.