صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/110

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تتعاقب في موضوع واحد غير معين في ذاته . ألست ترى أن ما نسميه ما. إذا تكاثف صار تراباً وحجارة ، وإذا تخلخل صـار هواء وريحاً ؛ وأن الهواء إذا اشتعل تحول ناراً ؛ وأن النار إذا تقلصت وانطفأت عادت هواء ؛ وأن الهواء إذا تكاثف صار سحاباً وضباباً ؛ وأن هذه إذا تكاثفت جرت ماء : وهكذا دواليك : (۱) هذه المادة الأولى كانت تتحرك حركات اتفاقية ، تلك الحركات الست التي قلنا أن الأشياء تتحرك بها اذا تركت وشأنها من غير نفس تديرها . فاتحدت ذراتها على حسب تشابهها في الشكل ، وألفت العناصر الأربعة : النار مؤلفة من ذرات هرمية أي ذات أربعة أوجه نشبه سن السهم . لذلك كانت أسرع الأجسام وأنقذها – والهواء مؤلف من ذرات ذات ثمانية أوجه أي من هرمين - والماء من ذرات ذات عشرين وجها -- والقراب أنقل الأجسام من ذرات مكعبة . وبعد أن تنظمت المادة هذا النوع من التنظيم بتوزعها عناصر أربعة - وهو أقصى ما تستطيع أن تبلغ إليه بذاتها - ظلت العناصر مضطربة هوجاء و كما يكون الشيء وهو خلو الإلهي - عين المانع لكل منها مكانه على ما ذكرنا ورتب حركته (۳) - -- ثم فكر المانع فيها نسى أن يزيد العالم شبها بنموذجه ، ولما كان النموذج حيا أبديا فقد اجتهد أن يجمـل العالم أبديا ، لكن لا كأبدية النموذج فإنها تمتنعة على الكائن الحادث ، فعنى بصنع « صورة متحركة للأندية الثابتة ، فكان الزمان يتقدم على - حسب قانون الأعداد ، وكانت الأيام والليالي والشهور والفصول ولم تكن من قبل . ورأى الصانع أن خير مقياس للزمان حركات الكواكب ، فأخـذ نارا وصنع الشمس والقمر والكواكب الأخرى مشتعلة

T - (۱) تلوس سن ٤٨ (۲) تارس می ۵۲ – ۵۷ n {t