صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/111

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مستديرة وجعل لكل منها نفساً تحركه وتدبره ، ولما كان مبدأ التدبير الميا بالضرورة فقد صنع هذه النفوس ما تخاف بين يديه بعد صنع النفس العالمية : إلا أنه جعل تركيبها أقل دقة من تركيب هذه فكانت أدنى منها مرتبة ولكنها إلهية مثلها عاقلة خالدة يأتيها الخلود لا من طيب عنه رها ( وكان أفلاطون قد ذهب إلى هذا الرأي في المقالة العاشرة من الجمهورية ) بل من خيرية الصانع تأبي عليه أن يعدم أحسن ما صنع - ثم اتخذ منها أعوانا تصنع نفوس الأحياء المائتين ، و إنما مست الحاجة إلى هذه النفوس لتتحقق في العالم جميع مراتب الوجود نازلة من أرفع الصور إلى أدناها وليكون العالم كلأحقا ، وإنما وكل أمر صنعها إلى نفوس الكواكب لأن كل صانع يمنع ما يماثله ، والصانع الأول لا يصنع الانفوسا إلهية فلا يكون هناك التفاوت المطلوب أخذ إذن ما تخلف من الجوهرين الثاني والثالث وصنع مزيجاً قسمه على الكواكب وكلف المتها أن تنزله أجزاء في أجسام مهيأة لقبوله وأن تضر إليه فسين مائتين : احداها الفعالية والأخرى غذائية . أما الانفعالية فنضبية وشهوانية تحس الاذة والألم والخوف والإقدام والشهرة والرجاء يضعونها في أعلى الصدر بين الشق والحجاب لكي لا تدنس النفس الخالدة المستقرة في الرأس . وأما الغذائية فيضعونها في أسفل الحجاب . فصنع الآلهة الرجل كاملا بقدر ما تسمح طبيعته . والرجل الصالح يعود جزء نفسه الخالد ، بعد المحلال هذا المركب ، الى الكوكب الذي هبط منه و يقضى هناك حياة سعيدة شبيهة بحياة إله الكوكب . أما النفس الشريرة فتولد ثانية امرأة ، فإن أصرت على شقاوتها ولدت ثالثة حيواناً شبيها بخطيئتها وهكذا بحيث لا تخلص من آلامها ولا تعود إلى حالتها الأولى حتى تغلب العقل (۱) تياوس ص ۴۷ - ۳۹ . (4)