صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/112

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على الشهوة وتصعد السلم فترجع رجلا صالحاً . ودرجات هذا السلم المرأة فالطير فالدواب فالزحافات فالديدان فالأحياء المائية ، أوجدتها الخطيئة والجهالة نازلة بها نحو الأرض درجة فدرجة « وهكذا كان الأحياء في ذلك الزمان ، واليوم أيضاً ، يتحول بعضهم إلى بعض بحسب ما يكسبون أو يخسرون من العقل (1) » ، وأراد الآلهة أن يلطفوا أثر الحرارة والهواء في الإنسان ، مع ضرورتهما له ، وأن يوفروا له الغذاء ، فمزجوا جوهراً مماثلاً لجوهر الإنسان بكيفيات أخرى ، وأوجدوا طائفة جديدة من الأحياء هي الأشجار والنباتات والبذور تحيا بنفس غذائيـة . وليست هذه النفس عاقلة ؛ ولكنها تحس اللذة والألم والشهوة فهي منفعلة وليست فاعلة ؛ إذ قد حرمت الحركة الذاتية فكانت جميا مثبتا في الأرض(٢) هذه خلاصة حديث نياوس في مواضعه الفلسفية ، وهذا الحديث مثال آخر لنزعة أفلاطون التوفيقية وملكته التنسيقية ؛ فقد أخذ بالعقل الذي قال به أنكساغورس و بين عيب المذهب الآلى وأقام الغائية على أساس متين ثم استبقى الآلية في الكليات والجزئيات حتى في الظواهر الحيوية كالاغتذاء وحركة الدم والتنفس والشيخوخة والموت") ، وصور الأجسام جميعاً ، حية وغير حية ، مركبة من نفس العناصر متمشية على نفس القوانين لا يميزه في ذلك من ديموقريطس إلا أن هذه الآلية خاضعة لتدبير الصانع يفرض عليها غاياته من خارج فتحققها مي بوسائلها الخاصة أي بحركة تلك المثلثات والأشكال الهندسية التي للعناصر . وأخذ أفلاطون صفات العالم عن الإيايين - وبالأخصى عن أكسانوفان - فجعله واحدا كرويا متناهيا حيا عاقلاً ، ولكنه استبقاء س ا


(۱) تيلوس ص ٦٩ ( ج ) - ۲۱ (۱) و ۹۰ (۰) و ۹۱ (د) – ۹۲ (} وأيضاً فيون ص ۸۰ ( ه ) . {۲) تیلوس ص ۷۷ (۳) تیارس ص ۷۷ – ۸۲ وغيرها TYTT . (*) AY