صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/113

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-- ۱۰۷ - حادثا متغيرا ، وأضاف الثبات والضرورة للعالم المعقول ، ونبذ رأي الطبيعيين في الأجرام السماوية وانحاز إلى العقيدة القديمة « كل ما هو سماوي فهو إلهى » وأقامها على افتقار الحركة الدائرية لمحرك عاقل ، فوفر بها حلقات في سلسلة الموجودات الروحية وأمكنة لخلود النفوس الإنسانية . وأخذ التناسخ عن الفيثاغوربين ، ومع أنه أضاف الإحساس النبات فقد قصر التناسخ على الحيوان ، وكانوا يمونه إلى جميع الأحياء ، وبنى عليـه فكرته الغريبة في التطور النازل من الرجل إلى المرأة إلى أدنى أنواع الحيوان تبعاً للخطيئة ونقص العقـل ، ، فكان أميناً لمبدئه « إن النقص تضاؤل الكال » . & و ---- يبق مسألتان . الواحدة : ما معنى حدوث العالم في القد القصة ؟ والأخرى : ما هي بالضبط فكرة الله عند أفلاطون بعد ما رأينا من اشتراك الألوهية وكثيرة الآلهة ؟ أما عن المسألة الأولى فالواقع أن أسلوب هذه القصة غير مألوف في الفلسفة اليونانية ، حتى لقد قال أرسطو : « إن الأقدمين جميعاً ما عدا أفلاطون اعتقدوا أن الزمان قديم ، أما هو فقد جمله حادثاً إذ قال إنه وجد مع السماء و إن السماء حادثة »(١) . وقد مر بنا ذلك ورأيناه يضع دوراً خاضعاً للآلية البحتة قبل تدخل الصانع ، فيكون مقصوده على الأقل أن العالم حادث في الزمان من حيث الصورة . وإذا اعتبرنا قوله : إن النفس العالمية سابقة على جسم العالم وإنها مصنوعة ، لزم أن جسم العالم مصنوع أيضا ، وأن العالم حادث مادة وصورة ، فأخذنا عبارته و العالم ولد و بدأ من طرف أول » بحرفيتها . على أن تلاميذه الأولين ومن جاء بعدهم من الأتباع قد عارضوا أرسطو في إجرائه الكلام على ظاهره ، وقالوا : إن « تيماوس » قصة و إن للقصة عنـد أفلاطون حكما غير حكم الحوار والخطاب ، وإن الغرض من تصويره العالم مبتدئاً في الزمان ، ومن قوله « قبل (1) السماع الطبيعي م ه ن ۱ ص ۲۰۱ ع ب س 14 - ۱۹ ۰