صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/114

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و بعد » سهولة الشرح فقط . والحق أن فكرتى حدوث العالم والإبداع من لا شيء لم تكونا معروفتين لليونان ، ولا يوجد في كتب أفلاطون نص يسمح محل هـذا الإشكال ، ولكنها جميعاً ناطقة بأن النظام من الله ، وهذا كاف لإقامة المذهب الروحي . ز -- ولكن ما الله عند أفلاطون ؟ فقد قيل من ناحية : إن إرسال الكلام على الصانع قصة رمزية يجيز التحميل أن ليس الدائع شخصاً قائماً بذاته . ولكنه بمثل ما للمثل من قدرة وعلية في المادة . والرد على هذا التأويل أن نفس البرهان وارد في « القوانين » وهي ليست قصة . وقيل من ناحية أخرى إن كل شيء عند أفلاطون إله أو إلهى : للمثل ومثال الخير ومثال الجمال ، والصانع النموذج الحي بالذات ، والنفس العالمية والجزء المناطق من النفس الإنسانية . وآلهة الكواكب ، وآلهة الأولمب والجن ، فأين الله بين هؤلاء ؟ وكيف وحدنا الصانع ومثال الخير ومثال الجمال ، ولم يقرب أفلاطون بينهم ، بل تركهم متفرقين ؛ مفتاح الجواب ما أشرنا إليه من اشتراك لفظ الله والإلهى في انته ، وهو يقصـد « مبدأ التدبير » متمايزاً من المادة كل التمايز ، فحينما وجد التدبير والنظام وجد العقل ووجدت الألوهية أي الروحية ولكن متفاوتة بتفاوت الوجود ، فالنفس الكلية والهة الكواكب ( وأفلاطون لا يذكر آلهة الميثولوجيا إلا تسامحاً و بشيء من التهكم ظاهر ) مدينون للصانع بوجودهم وخلودهم ، فهم آلهة باشتراك الاسم فقط . أما الصانع والخير والجمال والنموذج فتوحيدهم لا يكاف كبير عناء ، فهم من جهة موضوعون على قدم المساواة كل في قمة نوع أو « مقولة » : الصانع الفاعل الأول ، والخير غاية العقل القصوى ، والجمال المطمح الأسمى للإرادة ، والنموذج أول للثل وحاد بها جميعاً ، وهم من جهة أخرى موصوفون بعضهم ببعض : الصانع (1) الجن عنده وسط وواسطة بين الآلهة والبدر متصفون بالحكمة والخير . ی ی