صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/115

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

خير ومثال الخير مصدر المثل والنموذج محلها ، وكلهم جميل وكلهم أجمل الموجودات . فالله الصانع من حيث هو علة فاعلية تطبع صور المثل في المادة « على نحو يصعب وصفه » ، وهو النموذج من حيث هو علة نموذجية تحتذى ، وهو الجمال والخير من حيث هو علة غائية تحب وتطلب . ثم صفات لواحد ميزها أفلاطون بحسب المناسبات ، وكان همه موجها لوضع المذهب الروحي ضد الطبيعيين والسوفسطائيين ولم يكن لمسألة التوحيد في أيامه مثل ما صار لها من الأهمية فيها بعد ، فلا أحل الأعداد محل المثل في دروسه الأخيرة عبر عن الله بالواحد و الواحد بالذات » . ( ۳۱ - النفس الإنسانية : رأينا نظرية المثل تتضمن القول بالنفس موجودة قبل اتصالها بالبدن من حيث أن هذه المثل ليست متحققة في التجربة بما هي مثل ولا مكتسبة بالحواس فلا بد من قوة روحية تعقلها أو بالأحرى تذكرها بعد أن عقلتها في عالم يماثلها . ورأينا تفسير الحركة يرجع إلى مبدا غير مادي يتحرك بذاته ويحرك المادة ، وهذا التفسير ينطبق على العالم بالإجمال وعلى كل جسم بالخصوص و إذن فللإنسان نفس . .. قد يقول قائل : ما النفس الا توافق العناصر اللؤلفة للبدن وليس لها وجود ذاتي وإنما هي كالتم بالإضافة إلى الآلة والأوتار . ولكن التوافق والنعم نتيجة والنتيجة لا تباين المقدمات والنفس تدبر البدن وتتحكم في الأعضاء وتقاوم البدن بالإرادة متى كانت حكيمة ولم يكن ذلك ليتأتى لو كانت النفس نتيجة تناسق عناصره وطبائعه فليست نفها ولكنها الموسيقى الخفي الذي يحدث النغم" وعلى ذلك فالنفس حقيقة لاريب فيها يدل على وجودها تذكر المثل وحركة الجسم وتدبيره بمقتضى الحكمة . (۱) فيدون ص ٨٥ - ٨٦ . وانظر ما ذكرناه في عدد ١٣ ( ج ) . (۲) فنون س ۹۲ - ۹۰