صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/116

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ل -- ا . على أن رأى أفلاطون في ماهية النفس وعلاقتها بالجسم لا يخلو من التردد والغموض . ففى المحاورة الواحدة ( فيدون ) يحد النفس تارة بأنها فكر خالص وطوراً بأنها مبدأ الحياة والحركة للجسم دون أن يبين ارتباط هاتين الخاصتين ولا أيتهما الأساسية . كذلك الحال في علاقة النفس بالجسم فتارة يعتبرها متمايزين تمام التمايز فيقول إن الإنسان النفس و إن الجسم آلة ، وتارة يضع بينهما علاقة وثيقة فيذهب إلى أن الجسم يشغلها عن فعلها الذاتي ( الفكر ) ويجلب لها الهم بحاجاته وآلامه وأنها هي تقهره وتعمل على الخلاص منه (1) دون أن يبين ماهية هذا التفاعل ، بل هو يذهب بهذا التفاعل إلى حد علاج الجسم بالنفس والنفس بالجسم" وقيام الشعور والإدراك في النفس عنـد تأثر الجسم بالحركة المادية على ما بين هذه الحركة والظاهرة النفسية من تباين - وفي الجمهورية يرد الأفعال النفسية إلى ثلاثة : الإدراك والغضب والشهوة ويسأل : هل يفعل الإنسان بمبادئ ثلاثة مختلفة أم أن مبدأ واحداً بعينه هو الذي يدرك و يغضب و بحس لذات الجسم ؟ فيقرر أن المبادئ عدة لأن شيئا ما لا يحدث ولا يقبل فعلين متضادين في وقت واحد ومن جهة واحدة ، فلا يضاف إليه حالات متضادة إلا بتمييز أجزاء فيه فيجب أن تميز في النفس جزءا ناطقاً وجزءاً غير ناطق لما نحسه فينا من صراع بين الشهرة تدفع إلى موضوعها والعقل ينهى عنه . ولنفس السبب يجب أن نميز في الجزء غير النطقي بين قوتين هما الغضب والشهرة : الغضب متوسط بين الشهوة والعقل ينحاز تارة إلى هـذا وطورا إلى تلك ، ولكنه يثور بالطبع للعدالة ونحن لا تنضب على رجل مهما يسبب ألم إذا اعتقدنا أنه على حق ، لذلك كثيراً ما يناصر الغضب العقل على الشهوة ا

1 (۱) بدون م ٦٤ - ٦٦ (۲) تيارس می ۸۲ - ۰۸۹ انا من