صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/117

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ويعينه على تحقيق الحكمة في ما هو خلو من العقل والحكمة (1) ، وهذا كلام لاغبار عليه إذا أريد به تمييز قوى ثلاث في النفس الواحدة ، ولكنا رأينا أفلاطون في « تيماوس » يضع في الإنسان ثلاث نفوس ويعين لكل منها محلاً في الجسم فيزيد الى صعوبة التوفيق بين النفس والجسم صعوبة التوفيق بين النفوس الثلاث . و بينا هو في « فيلروس » يشبه النفس في حياتها السماوية الأولى بمركبة مجنحة الحوذي فيهـا العقل والجوادان الإرادة والشهوة ( إذا بكلامه في « تيماوس » يشعر أن الغضبية والشهوانية صنعهما الآلهة للحياة الأرضية والوظائف البدنية . ح - وقد اختص أفلاطون مسألة الخلود بقسط كبير من عنايته . ذكرها في جميع كتبه وخصص لهـا « فيدون ، وكان يحس إحساساً قويا بخطورتها ووجوب بحثها . ونحن مجد في « فيدون » ثلاثة أدلة على خلود النفس : يبدأ أفلاطون بأسهلها تناولا وهو التناسخ وتداول الأجيال البشرية ، تلك العقيدة القديمة الأرفية الفيثاغورية ، فيقول : إذا كان صحيحاً أن النفس التي تولد في هذه الدنيا تأتي من عالم آخر كانت قد ذهبت إليه بعد موت سابق وأن الأحياء يبعثون من الأموات ، ينتج لنا أن النفس لا تموت بموت الجسم . -- ولكن هذا تسليم برأى متواتر لا تدليل ، لذلك يحاول ربط هذا الرأي بقضية كبرى واستخراجه منها نتيجة لازمة فيقول : إذا نظرنا في التغير بالإجمـال وهو قانون العالم المحسوس وجدناه تبادلا دائراً بين الأضداد يتولد الأكبر من الأصغر والأحسن من الأسر إ و بالعكس ، فتصبح لدينا العقيدة القديمة بأن الحياة تبعث من الموت ، ولو لم يكن الأمر كذلك لكانت الأشياء قد انتهت إلى السكون المطلق و إذن فقد كانت النفس قبل الولادة وستبقى بعد الموت . ويتأيد هذا الدليل من (1) الجمهورية م ٤ ص ٠٤٣٦ (۲) ص ٠٢٤٦