صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/118

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا ناحية أخرى : ذلك أن هناك ضدين هما العلم والجهل ، و بعثا من نوع آخر هو تذكر المثل بعد نسيانها ، فإذا كانت النفس قد عرفت المثل قبـل هبوطها إلى الأرض فليس ما يمنع بقاءها بعد الموت (1) . -- والدليل الثاني يدور على تعقل المثل : فإن هذه بسيطة ومن تمت فهي ثابتة إذ أن المركب هو الذي ينحل إلى بسائطه ويتحول ، أما البسيط فلا يجوز عليه تحول أو انحلال ، فلا بد أن تكون النفس التي تعقل المثل شبيهة بها على حسب القول القديم « الشبيه يدرك الشبيه » وعلى ذلك فالنفس بسيطة ثابتة (") . « و يسكت سقراط و يسكت الجميع و بعد هنيهة يقول سيمياس : إن العلم بحقيقة مثل هذه الأمور تمتنع أو عسير جدا في هذه الحياة ولكن من الجبن اليأس من البحث قبل الوصول إلى آخر مدى العقل فيجب إما الاستيثاق من الحق وإما ... إن امتنع ذلك استكشاف الدليـل الأقوى والتذرع به في اجتياز الحياة كما يخاطر المرء يقطع البحر على لوح خشب . ما دام لا سبيل لنا إلى مركب أمتن وأمن أعنى إلى وحى إلهى » ( ص ٨٥ ) . و يقول قابس : إن كل ما يلزم من الدليل الأول بفروعه الثلاثة هو أن النفس كانت قبل الولادة ، ومن الثاني أنها شبيهة بالمثل ، فمن هذين الوجهين لا تتنافى خصائصها مع البقاء ، أما البقاء نفسه فلم يتم الدليل عليه إذ من يدرينا ؟ لمل النفس تفتى بتلاشى قوتها بعد أن تكون تقمصت أجساماً عدة (3) . هنا يلجأ أفلاطون إلى نظريته في المشاركة ويقدم دليلاً ثالثاً فيقول : لما كانت النفس حياة فهي مشاركة في الحياة بالذات ومنافية للموت بالطبع ، وليست تقبل الماهية ما هو ضد لها (۱) م ۲۰ - ۷۷ {۲} ص ۲۸ 84 . وهـذا الدليل وارد في الجمهورية بفرعين : النفس بسيطة النفسي تقل المثل الساعة فهي دائمة مثلها ( م ۱۰ لا تنسل بانحلال الجسم وما بعدها ) . (۳) بی ۸۶ ۸۸ +