صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/119

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فالنفس لا تقبـل الموت " . -- فيقتنع قابس ويعلن سيمياس أنه مقتنع أيضاً إلا أن شعوره المزدوج بعظم المسألة وبالضعف البشري يضطره لبعض التحفظ بإزاء هذه الأدلة على وجاهتها ، فيسلم له سقراط بحقه في هذا التحفظ و يزيد قائلاً : بل إن المقدمات أنفسها مفتقرة لبحث أوكد 2) ر و --- وإذا رحنا نحن نقوم أدلته ومتحن مقدماتها كما يريد وجدنا الأول يسلم بالدور تسليما ، فلا يحاول دعمه حتى يقع في غلط هو أشبه بالمغالطة حين يدعى أن الذي يخرج من الضد وكلامه يدل فقط على أن الضد لا ينقلب إلى ضده حتى يتلاشى أولاً كالحار والبارد أو يكسب أو يخسر شيئا كالصغير يصير كبيرا و بالعكس . أما التذكر فليس التفسير الوحيد لتعقل الكليات فقد نجردها من الجزئيات على مذهب أرسطو . وأما أن النفس حياة وحركة فلا يدل قطعاً على بقاء النفوس إلا إذا صح أن الحركه والحياة لها بذاتها أو أن مشاركتها في الحياة بالذات لا يجوز أن تكون مؤقتة كسائر المشاركات أو أن بقاء العالم قضية ضرورية . يبقى تعقل المثل وهو الدليل الأقوى فيا ترى فإنه ينظر للنفس في ذاتها لا بالإضافة للجسم والطبيعة المادة و يراها روحية تدرك الروحيات وتتوق إليها وتعلم ما بينها و بين من تغاير وأن حياتها الخاصة لا تتحقق تماما إلا بخلاصها من المادة في عالم روحي مثلها : وهذا لب عقيدة أفلاطون وماعداه محاولة لتوكيدها ، وسواء أفلحت هذه المحاولة أم أخفقت فالعقيدة ثابتة و يدافع عنها بشدة » هي ثابتة من مذهبه بأكمله إذ يستحيل (r) (۱) س ۱۰۵ - ۱۰۷ . وفي * القوانين » ( م ۱۰ می ٨٩٥ - ٨٩٦) بعرض دليلا مستمداً من تعريف النفس بأنها مبدأ متحرك بناته عمرك الجسم فيقول من ناحية : إن ما يتحرك بناته فهو خالد من حيث أنه لا يوجد فيه ولا في غيره ما يقف حركته – ومن ناحية أخرى : النفوس علة الحركات الطبيعية نعى باقية إذ لو كانت تنتهى لاتهت الطبيعة أيضاً . - نمود إلى الدليل الأول في « فيدون . . . وفي - فيدروس ، ص ٢٤٥ کلام قريب من هذا . (۲) س ۱۰۷ (اب } . (۳) - فيتون » س ۹۳ { ج ) . ( ۸ - فيفة )