صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/124

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النافع ما يجلب الخير ، والضار ما يجلب الشر ، والمنفعة التي توسم بالخير هي التي تكمل الشيء وفي حقيقة هذا الشيء ، والضرر الذي بالشر هو الذي ينتقص الشيء أو يقضى عليه ، فان كل شيء إنما يقوم بالنظام والتناسب فإذا اختل النظام فقد الشيء قيمته وفضيلته . إن الذين نسميهم أخياراً وأشراراً يحسون اللذة والألم على السواء فليس الأخيار أخياراً باللذة بل بالخير ، وليس الأشرار أشراراً بالألم بل بالشر . وكما أن الكيفية التي تحدث في الجسم عن النظام والتناسب تدعى الصحة والقوة ، فإن النظام والتناسب في النفس يسميان القانون والفضيلة . . ۳۸ – الفضيلة : - الفضائل ثلاث تدبر قوى النفس الثلاث : الحكمة فضيلة العقل تكمله بالحق ــ والمغة فضيلة القوة الشهوانية تلطف الأهواء فتترك النفس هادئة والعقـل حرا – ويتوسط هذين الطرفين الشجاعة وهى فضيلة القوة النسبية تساعد العقل على الشهوانية فتقاوم إغراء اللذة ومخافة الألم . والحكمة أولى الفضائل ومبدؤها فلولا المحكمة الجرت الشهوانية على خليقتها وانقادت لها النضبية ولو لم تكن العفة والشجاعة شرطين للحكمة تمهدان لها السبيل وتنشرفان بخدمتها لما خرجتا من دائرة المنفعة إلى دائرة الفضيلة إذ « ما القرب من لفة لنيل لذة أعظم سوى عفة مصدرها الشره ، وما خوض الخطر لاجتناب خمار آخر سوى شجاعة مصدرها الخوف ، ليست الفضيلة هذه الحسبة النغمية التي تستبدل لذات بادات وأحزاناً بأحزان ومخاوف بمخاوف كما تستبدل قطعة من النقد بأخرى فإن النقد الجيد الوحيد الذي يجب أن يستبدل بسائر الأشياء هو الحكمة ، بها نشتري كل شيء وتحصل على كل الفضائل ، أما الفضيلة الخالية من الحكمة