صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/125

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

. ۱۱۹ (1) . والفضيلة إذن من والناشئة عن التوفيق بين الشهوات فهي فضيلة عبدة » جنس العقل والنفس ولا يسوغ أن نذكرها إلا بالإضافة إليهما ، والحياة الفاضلة ا لا تستمد قيمتها من لذتها أو منفعتها بل من هذه الاضافة ، ويستحيل على من ينكر النفس والعقل أن يبلغ إلى معنى الفضيلة . وإذا ما حصلت هذه الفضائل الثلاث للنفس تخضعت الشهوانية الغضبية والغضبية للعقل تحقق في النفس النظام والتناسب . ويسمى أفلاطون حالة التناسب هذه بالعدالة باعتبار أن العدالة بوجه عام اعطاء كل شيء حقه . فليست العدالة عنده فضيلة خاصة ولكنها حال الصلاح والبر الناشئة عن اجتماع الحكمة والشجاعة والعفة . أما العدالة الاجتماعية فهي تحقيق مثل هذا النظام في علاقات الأفراد ، فإن الرجل الصالح في نفسه صالح بالضرورة في معاملاته والعكس بالعكس ، بل إن العدالة تتبع الإحسان نائما شاملاً ، فلا تحدها بأنها الإحسان إلى الأصدقاء والإساءة إلى الأعداء ، لأن الإساءة إساءة للنفس أولاً ، فالذي يقابل الشر بالشر يفقد عدالته و يزيد الشرير شرا فتنتج هذه العدالة المزعومة ضدها من الناحيتين وهـذا خلف . استمع إلى سقراط يتحدى السوفسطائيين ويقلب آيتهم رأساً على عقب حيث يقول : « أنا لا أبتغى ارتكاب الظلم ولا تحمله ولكن إذا وجب الاختيار فأنا أختار الثاني ، ويقول : « أنا أنكر أن يكون منتهى العار أن أصنع ظلماً أو أن تقطع أعضائي أو أن أسلب عالى ، وأدعي أن العار يلحق المعتدى وأن الظلم أقبح وأخسر لصاحبه منه لضحيته » (1) س ط - وتستبع العدالة السعادة مهما يكن من حال الجسم وشؤون هـذه الحياة ، لأن العدالة خير النفس والنفس أسمى وأبقى من الدنيويات جميعاً ، فقد تنزل (۱) • فيدون ، ص ٦٨ -- ٦٩ باختصار (۲) « غورغياس ، ص ٠٦ ه - ۵۰۸ وغيرها .