صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/127

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يمسلم الخير ويأتى الشر فعله ناقص وحقيقته أنه « ظن » قلق عار من الأصول والنتائج لا يقوى على إغراء اللذة والمنفعة (1) فالفضيلة علم والفاضل هو الحاصل على العلم بالخير يعرف ما يجب أن يفعل في كل حالة لأن نظره شاخص دائما الى الخير المطلق ، فالفاضل دليـل يجب الاسترشاد بفكره كما يسترشد بالقيثاري التعلم العزف على القيثارة . أما الرذيلة فجهل بالخير الحقيقي واغترار بالخير الزائف 39 -- الأخلاق والجدل الصاعد : - كل هذا الحوار وكل هذا الجهد في إقامة الأخلاق اضطر إليهما أفلاطون لمحاربة جهل السوفسطائيين . ولكنه سلك طريقاً آخر ..بـدأ هيئأ هو طريق الجدل : فإن للإرادة جدلها كما أن للعقل جدله . طريقان متوازيان يقطعان نفس

المراحل و يتقابلان عند نفس الغاية في اللانهاية . . . غاية تتلاشي دونها ألغايات وتسقط الاعتراضات وتستقر عندها النفس في غبطة ليس بعدها غبطة . فلنسر إذن وراء أفلاطون تر أن الحياة الحكمية في المطلب الحقيق النفس ، وأن الجهل هو علة الإعراض عنها والامتناع عليها . ذلك أنا إذا تأملنا النفس وجدنا فيها قوة عظمى تحركها أبدأ هي الحب . والحب اشتهاء صادر عن الحرمان ، إذ ما من أحد يشتهي ما هو حاصل له . هو قلق دائم وشوق إلى الخير أي إلى ما شأنه أن يعوض من الحرمان وجوداً فيملأ فراغ النفس . فالحب مبدؤه الخير وغايته الخير هو وجود ناقص ووسط متحرك من الحرمان إلى الوجود الذي لا يفنى ، هو اشتهاء الحصول على الخير حصولا دائماً ، هو جهد الكائن الثاني في سبيل الخلود ، فإن اشتهاء الخلود متحد باشتهاء الخير وليس يعقل أن يطالب الخير إلى أجل . t (۱) بهذا التمييز بين العلم والظن أراد أفلاطون أن يصحح موقف سقراط ( ٢٦ ج ) (۲) • غورغياس ، والجمهورية م ١ و ٢ في مواضع مخالفة .