صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/131

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-- ١٢٥ والشهوانية . وهذه الوظائف متباينة ، فلا يمكن أن تتركب المدينة من أفراد متساوين متشابهين ، و إنما يجب أن تتركب من طبقات متفاوتة لكل منها وظيفة وكفاية خاصة لهذه الوظيفة ، وأن يؤلف مجموعها وحدة تشبه وحدة النفس في قواها الثلاث ، فترتب الطبقات فيما بينها كترتب القوى النفسية والفضائل الخلقية و إلا توزعت الجهود و بذلت اتفاقاً وفات الناس الغرض من الاجتماع ، هذه الطبقات الثلاث هي : الحكام والجند والشعب . والطبقتان الأولى والثانية حراس المدينة ، فكيف تحصل على حراس أشداء فضلاء ؟(۱) . - يجب على الذين يتولون بناء المجتمع المنشود أن يميزوا من بين الأحداث أصحاب الاستعداد الحربي ، فيفعلوهم طائفة مستقلة ويتعهدوهم بالتربية . عليهم أن يرتبوا لهم رياضة بدنيــة تنشئهم أصحاء أقوياء . وعليهم أن يغذوا نفوسهم بالآداب والفنون ، فتكون التربية واحدة للجميع إلى حوالي الثامنة عشرة ، وتكون سهلة لذيذة لأن الإكراه لا يكون الرجال الأحرار ، وتكون فاضلة : تبدأ بالقصص الجدية البريئة الحالة على الخير ، وتستبعد منها قصص هوميروس نحا نحوهم من الشعراء ، فإنها مرذولة من حيث للادة وهزيرة ومن حيث الصورة . أما من حيث المادة فقد سممت عقول اليونان وأفسدت ضمائرهم بما تروى عن الآلهة والأبطال من أخبار الخصومات وقبيح الأفعال ، و بما لا تفتاً تردده من أن الرجل العادل يعمل الخير غيره وشقاء نفسه ، و بما تصف من هول الموت وتفاهة الحياة الأخرى مما يوهن العزيمة ، و يقعد عن الجهاد في سبيل الوطن . وأما من حيث الصورة فإن الفن يقوم بالمحاكاة و يخلق المحاكاة ، والشعر بألفاظه وأوزانه يحاكى كل شيء ؛ : القوى الطبيعية والحيوانات والبشر والنزعات الرفيعة والشهوات الدنيئة ، فيبعث في النفس مثل ما يصف من العواطف والأفعال ، ومن (1) الجمهورية م ٢ ص ٣٦٩ ( ب ) وما بعدها . 6