صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/135

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و يتاجرون بنتاجها كما يرون على شرط أن يؤدوا لمن فوقهم الضريبة الواجبة ، وأن تحصر الملكية في حدود سقولة ؛ بحيث لا يثرى الشعب فيتهاون في العمل أو يتركه ، ولا تسوء حاله فيعوزه المـال الصناعة والتجارة ، ولا يثرى البعض دون البعض فينقسم طائفتين متنابذتين : الأغنياء والفقراء ، وهذا الانقسام آفة الدول غير المنظمة تنظيا عقليا . وليس تحريم الملك على الحراس تشريعاً اقتصاديا ولكنه تدبير سياسي يرى إلى الفضل بين السلطة التنفيذية والمال ، لكيلا ا { { تقد به ، ويقوم الصراع في نفوس الحراس بين الواجب العام والمنفعة الذاتية . ب ـ والحراس ذكور وأناث على السواء يسرى عليهم جميعاً نفس النظام . نعم إن المرأة أضعف من الرجل ونحن لا نغضى عن هذا التفاوت ، إلا أنها مهيأة لنفس الوظائف ، فقد تصلح للطب أو الموسيقى أو الرياضة أو الحرب أو الفلسفة كما تصلح للأعمال للغزلية ، فليس ما يمنع من تكاليف النساء الحراسة إذا ساوين الرجال في الكفاية لها ، فإن الأصل في الوظيفة انها لخير المجموع وأنها تقلد الكفء دون أي اعتبار آخر ، وإذن فنحن نكلف المرأة ذات الاستعداد كل أعمال الحراس تقوم بها متشحة فضيلتها ، وندع الحمقى يضحكون . والغاية من أخذ النساء . بهذه التربيـة أن نوفر للدولة نساء ممتازات إلى جانب الرجال المتازين ينجب منهم نسل ممتاز ، فصلحة الدولة هي التي تقتضى ذلك وتتطلب منا التغاضي عن العرف ومعارضته . وكما أنا انتزعنا من نفوس الحراس شهوات الحياة المادية وشواغلها ، فإذا تنتزع منها أيضاً عواطف الأسرة وشواغلها ، فيحظر على الحراس ا ا أن تكون لهم أسرة ويكونون جميعاً للجميع لكن لا اتفاقاً : بل يقيم الحكام ، كل سنة ، في أحسن الأوقات وأسعد الطوالع ، حفلات دينية يجمعون فيها الحراس من الجنسين و يوهمونهم أن اقترانهم سيكون بالقرعة ، تفادياً من التحاسد والتخاصم ، والحكام يقصدون في الحقيقة أن يعقدوا لكل كفء على كفته ، فيعتدون ر ( 4 - فلينة )