صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/136

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

زواجاً رسميا ، ولكنه مؤقت الغرض منه الإنسال على قدر حاجة الدولة وتحسين النسل بمقتضى القواعد المرعيـة في الحيوان . ويوضع الأطفال في مكان مشترك يعني بهم فيه أناس خصيصون ، وتأتى الأمهات يرضعنهم دون أن يعرفنهم ، فلا يوجد بين الحراس قراية معروفة ، ولكنهم جميعاً أسرة واحدة يعتبر بعضهم بعضاً قريباً ، ويعامل بعضهم بعضاً على هذا الاعتبار ، فيتسع مجال التعاطف والتحاب . هذا والأسرة مباحة للشعب مع شيء من المراقبة لمنع الزيادة البلاغة في عدد السكان فإن ولد للشعب أو الحراس أطفال في غير الزمن المحدد أعدموا كما يعلم الطفل ناقص التركيب ، والولد فاسد الأخلاق ، والضعيف عديم النفع ، والمريض الذي لا يرحي له شفاء ، لأن الغاية هي أن يبقى عدد السكان في المستوى الذي يكفل سعادة المدينة ، وأن يحتفظ بقيمتهم البدنية والخلقية(1) .

ح - و إذا ما بلغ الحراس الثلاثين يميز من بينهم أهل الكفاية الفلسفية رجالا ونساء ، الذين يتوفر فيهم محبة الحق وشرف النفس وضعف الشهوة وسهولة الحفظ . واجتماع هذه الصفات نادر وتأليفها بالقدر اللازم عسير فالحراس الفلاسفة أقلية . يقضون خمس سنين في دراسة الفلسفة والاران على المناهج العلمية ليجيدوا فهم الحقيقة والدفاع عنها ، ثم يزج بهم في الحياة العامة و يعهد إليهم بالوظائف الحربية والإدارية إلى من الحسين ، فالذين يمتازون في العمل كما قد امتازوا في النظر يرقون إلى مرتبة الحكام ويدعون الحراس الكاماين ، فهم خلاصة الخلاصة قد زال من نفوسهم في هذه السن الطمع وما زال النشاط ، فيعيشون فلاسفة متوفرين على تأمل المعقولات الصرفة والخير المطلق ، و يتناوبون الحكم يزاوله كل بدوره ( وهذه هي الموناركية أي حكم الفرد العادل ) أو جماعة جماعة ( وهذه هي الأرستقراطية أي حكم الطائفة العادلة ) على حد سواء ما داموا محافظين على (1) الجمهورية م ه .