صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/138

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و ۳ يتوسمون فيه الصلاحية لها من أولاد الشعب ، فتظل المدينة واحدة متحدة ، حكيمة من حيث أن أولى الأمر فيها حكماء ، شجاعة من حيث أن التربية الفاضلة قد طبعت العدالة في قلوب الحراس فعرفوا ما يطلب وما يجتنب ، عفيفة تكبح شهواتها وتنظم ملذاتها وتحارب الترف والنقر على السواء) . -- هـذا نموذج يحتذى ولكنه لا يتحقق بالتمام لأن كمال المثال ممتنع على كل ما هو محسوس ، وما يحقق من هذا النموذج لا يدوم لأن كل ما يتكون فهو عرضة للفساد لا محالة ، وإذا فسدت مدينتنا تدهورت من حكومة إلى أخرى أردأ منها حتى تبلغ أسوأ الحكومات كانها مدفوعة بقوة قاهرة وقانون ضروري . والحكومات خمس : فقد سبق القول إن الحكومة الفاضلة إما أن يتولاها فرد فتسمى موناركية أو ملكية ، وإما أن يتولاها جماعة قنسى أرستقراطية ، ولا فرق بين الحكومتين و إنما ها واحد في الحقيقة . ويحدث أن يخطى" الرئيس أو الرؤساء في اختيار الوقت الملائم لتزويج فينجب للدواة أولاد حين لم يكن يجب - أو أن يخلطوا بين الأكفاء وغير الأكفاء فينجب الدولة أولاد بعيدون عن مشابهة آبائهم حكمة واعتدالا ... أو أن يتهاونوا في تربية الأحداث - فيضطرب النظام وتنشب الفتن ، ولكن الحكام والجند يتغلبون آخر الأمر لأنهم ما يزالون -تازين وما تزال القوة في أيديهم . غير أنهم لا يعيدون النظام إلى نصابه ، وقد انحطت قيمتهم بفساد الوراثة أو التربية ، بل يستغلون غلبتهم لمنفعتهم الذاتية ، فيقتسمون الأراضي والدور ويستخدمون الشعب في شؤونهم الزراعية والصناعية بعد أن كان الشعب حرا يوفر لهم أسباب المعاش ، ويهملون الدرس والنظر مؤثرين المال والسلطان : وهذه هي الطيموقراطية أو حكومة الطاعين . - و يصبح المال أهمية عظمى ، ويثرى البعض دون البعض ؛ . ه (1) الجمهورية م 4 وه و 1 .