صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/140

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٣٤ --- وللجماعة ، وأقل حيدة عنها تودي بهما جميعاً (1) . م ـ هذا تلخيص المقالات السياسية في الجمهورية يتبين منـه ه القارئ أن أفلاطون نهج منهج الرياضي ، يضع الأصول و يستخرج نتائجها دون انتجاء للتجربة ، كأن بني الإنسان آحاد مجردة أو أشكال هندسية ، وكأن طبائع الاجتماع تطيع المشرع كما يطيع الصلصال يد الخراف . ولقد فأن الفيلسوف أنه يحتاط للأمر بما فيه الكفاية إذا هو أراد المدينة على أن تكون صغيرة لا تزيد ولا تنقص فيسهل تحقيق العدالة فيها على النحو الذي تصور ، ولكنه وضع لذلك قيوداً فظيعة وقوانين وحشية ، و بالغ في تقدير القوة البدنية وفي تمثيل الإنسان بالحيوان ؛ ولو أنه ذكر في هذا الموقف مذهبه في النفس الناطقة ، وشرفها وجمالها لكان نبا عن هذه المخازي التي أخذها عن الأسبرطيين الغلظاء ، كما أخذ عنهم بدعة المرأة الجندية فأخطأ فهم طبيعة للرأة وحقيقة شأنها في المجتمع ، ، وهو الذي أقام مدينته على تفاوت الاستعدادات ، وعرف أن المرأة أضعف.، من الرجل بالطبع لم يفطن إلى أنه لا خير للجندية في المرأة ؛ ولا لدرأة في الجندية . ولو أنه ذكر { +

مذهبه في النفس لكان احترم النفس في كل جسم ولم يزهقها جزافاً ، ولكان فهم الزواج الإنساني على أنه اتحاد النفس بالنفس لا يخضع لإرادة غريبة تعقده ومحله كما تشاء ، ولكان فهم أن روابط الأسرة أكبر عامل على تهذيب الطبع وترقيق الشعور ، وتعدين الإنسانية ؛ فإن انفصمت لم تمح الأنانية كما نوهم ؛ بل محيت المحبة ، وإنما تنشأ المحبة من هذه الروابط للعروفة المحسوسة بين أفراد الأسرة . ولم يكن أفلاطون أكثر توفيقاً في مسألتي الحرب والرق ؛ فإنه يكميل هنا بكيلين الواحد لليونان والآخر للأعاجم . ينصح المدن اليونانية أن تتعهد فيما بينها العلائق الودية ؛ بل أن تتحالف وتؤلف أسرة واحدة ، فإن تحاربت فلا تدمر (1) الجمهورية م 8 . t