صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/143

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

IFTTY ۱۳۷ ی اللذة وقمع الشهوة ، فالشجاعة الحربية في المحل الرابع بعد الحكمة والعفة والشجاعة الأدبية . -- ونأخذ من المقالة الثالثة أن خير الحكومات ، الأرستقراطية الثقيلة بهيئات نيابية تكفل التوازن بين السلطات المختلفة ، وهي وسط بين الطغيان والديمقراطية : الطغيان يسرف في حب السلطة والديمقراطية تغلو في حب الحرية فكلاها رديء في ذاته ولكن المزج بينهما بالقدر الملائم ينتج النظام الأمثل في هذه الحياة الدنيا . .. ولا يذكر أفلاطون الطبقات الثلاث المقابلة للقوى النفسية ، و يصطنع قسمة أخرى ثلاثية كذلك ، فيضع المواطنين وعبيدهم من ناحية ، والستاع والشرياء محترفون التجارة من ناحية أخرى ، وحيثاً أهليا من ناحية ثالثة . ويعدل عن الشيوعية ولو أنه ما يزال يرى فيها دواء الأثرة ، إلا أنه قد أيقن أن البشر « يولدون و ينشأون كما ترى اليوم » لا قبـل لهم بها ، وأنها إنما تصلح لموجودات أسمى من البشر ، فهو يقول بالملكية ولكنه يحض المالك على أن يعتبر ملكه خاصا بالمدينة كما هو خاص به. وهو يقول بالأسرة و يشيد بكرامة الزواج ولكنه يبقى على رأيه في تحديد النسل لأنه يستبقى مدينته صغيرة ويحدد عدد الأسر بخمسة آلاف وأربعين « لأن هذا العدد ينقسم بالتمام على الأعداد الإثنى عشر الأولى ما خلا أحد عشر » (!!) ، ويخص كل أسرة بحصة من الأرض لا تباع ولا تجزأ بل يورتها الأب لمن يختار من أبنائه الذكور ، ويعتبر في تقدير الحصة نوع التربة بحيث لا يتبن أحد ، والحصة نسيان الواحد قريب. المدينة والآخر بعيد ، ويغلب أن يكون القصد حمل المواطنين على محبـة من المدينة كلها والدفاع عن القلب والأطراف على السواء ، وتكتفى الأسرة بغلاتها فلا تقتنى ذهباً ولا فضة ، وتحظر الحكومة تداول النقد إلا بمقدار ما يلزم لشراء الضروريات وصرف أجور العمال ، فلا تزيد الثروة، وهذا خير للدولة لأن. فلاحها يقوم بالفضيلة وحدها ، أما عدم تساوى الأسر في الثروة فسبب للحسد