صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/149

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٤٣ ..... عليهم دروسه وهو يتمشى وهم يسيرون من حوله فاقب، لذلك هو وأتباعه بالمشائين .. و يقال إن دروسه كانت نوعين : صباحية مخصصة للتلاميذ تدور على الفلسفة. ومسائية عامة تدور على الخطابة . ويذكر كذلك أنه أنشأ مكتبة كانت الأولى من نوعها في العصر القديم ومعملا للتاريخ الطبيعي ، ويشهد ما وصل إلينا من كتبه وكتب تلاميذه على أن العمل كان كثيرا والبحث شاملا جميع فروع العلم . و - و بعد اثنتي عشرة سنة اضطر أرسطو أن يبرح أثينا مرة ثانية ، فإن الإسكندر مات بالحمى سنة ٣٢٣ فعاودت ديموستين وحزبه آمالهم وعادوا إلى نشاطهم وأخذوا يطاردون الأجانب ، واتجهت الأنظار إلى أرسطو مع أنه لم يشتغل ومع أن العلائق كانت قد توترت بينه و بين الإسكندر من قبـل سنتين لما علم الملك بمؤامرة عليه وقتل فيمن قتل من المتآمرين ابن أخت أستاذه . لم يبال الأثينيون بذلك ولجأوا إلى حيلة طالما اصطنعوها من قبل فأتهموه بالإلحاد فعهد بالمدرسة إلى ناوفراسطوس وغادر المدينة وهو يقول متبكا : « لاحاجة لأن أهيء للأثينيين فرصة جديدة للإجرام ضد الفلسفة ، وقصد إلى مدينة خاميس في جزيرة أوبا ، وكان ممدوداً منذ زمن طويل فمات هناك بمرضه في السنة التالية وهو في الثالثة والستين ، عن زوجته الثانية ( وكانت الأولى قد توفيت ) وابنة من. هذه وابن من تلك اسمه نيقوماخوس . بالسياسة قط ا ٤.٥٠ -- مصنفاته : .. لكتب أرسطو قصة ذكرها أسترابون في جغرافيته وأفلوطرخس في ترجمة سيلا ملخصها أن تأوفر اسطوس لما حضرته الوفاة أومى بمكتبته لزميل له وكانت فيها مخطوطات أرسطو مع مخطوطاته ، فلما توفى هذا الزميل وأدرك ورثته قدر الكتب ضنوا بها أن تقع في أيد غريبة ، وكان بعض الأمراء وقتذاك يطالبون