صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/150

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

س ١٤٤۔۔۔۔ الكتب في جميع مظانها ، فخبأوها في قبو بقيت فيه مائة سنة أو أكثر إلى أن اكتشفت مكدسة من غير ترتيب وقد نال منها التعفن فاشتراها رجل خبير بالكتب واستنسينها كما وجدت دون عناية بإصلاح مافـد منها . ثم وقعت مكتبة هذا الرجل في أيدى الرومان فنقلوها إلى روما وكافوا بمراجعتها عالما كان عند شيشرون مؤدباً وأمينا للمكتبة ، فلم يجيء عمله وافيا بالرام فرض الأمر بعد ذلك بقليل أندرونيقوس الرودسي الزعيم الحادي عشر على اللوقيون بعد أرسطو وأخرج للناس نسخاً صحيحة أضاف إليها فهارس وكتاباً بين فيه المنهج الذي اتبعه . ... هذه القصة موضوعة من غير شك إذ كيف يعقل أن مكتبة اللوقيون لم تكن تحتوى على نسخ من مصنفات أرسطو يرجع إليها المسلمون والتلاميذ ؟ وكان للمدرسة فروع منها فرع رودس أنشأء أوديموس تلميذ أرسطو وخرج منه أندرونيقوس فكيف يمكن الاعتقاد أن هذه المدارس كانت خلوا من نسخ تعول عليها ؟ يلوح أن الأصل في وضع القصة أن الجمهور المثقف لم يكن يعرف من أرسطو غير المصنفات التي أذاعها في دور الشباب ، وأن تأليفه العلمية بقيت وقفا على بعض المدارس والعلماء إلى أن نشرها أندرونيقوس في منتصف القرن الأول قبل الميلاد . وقد تسلم بصحة القصة إجمالاً فلا يلزم منها سوى أن ما ترويه من الأحداث أصاب نسخا من كتب أرسطو لم تكن هي مخطوطاته ولا النسخ الوحيدة ، لما قدمنا . أما مصنفات الشباب فقد ضاعت جميعا وكل ما فعله عنها مستمد ، من فهارس قديمة و إشارات ومقتبسات وردت لدى قدماء الكتاب ، هي محاورات على طريقة أفلاطون في عهده الأخير ، بل إن الحوار فيها قصير جدا لا يتعدى افتتاح ا الكلام ووضع المسألة ثم يشرح المؤلف رأيه في خطاب طويل كما يشرح سقراط رأى أفلاطون . يذكرون منها : السياسي ، السوفسطائي ، منكسينوس ، المأدبة ، في البيان ، إسكندر ، في العدالة ، في الشعراء ، في الصحة ، في الصلاة ، في التربية ؛