صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/154

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٤٨ --- خالدة ليس فقط من حيث أهميتها التاريخية ، بل أيضاً وعلى الأخص من حيث قيمتها الذاتية . ٤٦ - أسلوبه : ا كان القدماء معجبين بكتابة أرسطو ، وقد قال شيشرون : إن أسلوبه يتدفق كنهر من تبر . ولا شك أن هذا الإعجاب كان منصبا على مصنفاته الأولى فإن كتبه العلمية جافة مجهدة موضوعة بلغة دقيقة لا تخلو من الاقتضاب والغموض ، وليس فيها حوار ولا قصص ولا شيء مما يتميز به أسلوب أفلاطون . وكان أرسطو قد دل على هذا الاتجاه منذ المرحلة الأولى ، إذ قسم الحوار نسبيا ضئيلاً وللشرح النصيب الأوفر . على أن الكتب العلمية تحمل البينات على صدق إعجاب القدماء فكتبه في الجدل والشعر والخطابة تدل على تقلعه من الثقافة اليونانية بجميع فنونها ، وعلى رسوخ قدمه في الأدب رسمي ذوقه . ثم هو قد عنى عناية عظيمة بتحديد معانى الألفاظ ، ووضع ألفاظاً جديدة في العلوم وفي الفلسفة ذاعت في ونقلت إلى اللغات الأوروبية و إلى اللغة العربية بحيث : أن يقال إنه الواضع الحقيقي للغة العلمية العامة . به . أما أسلوبه في التأليف قله مراحل أربع : فهو أولاً يمين موضوع البحث ثم يسرد الآراء في هذا الموضوع ويمحصها ( وهو بالفعل قد جهد نفسه للوقوف على الآراء في جميع فروع العلم ) ثم يسجل «الصعوبات» ) أي المسائل المشكلة في الموضوع ويستقصيها للنهاية ، وأخيرا ينظر في المسائل أنفسها ، ويفحص عن حلولها مستعيناً بالنتائج المستخلصة في المراحل السابقة . وإليك (1) (۱) وتعريف و الصعوبة ، أنها وضع رأيين متعارضين لكل منهما حجته في الجواب عن مسألة بينها . كتاب الجدل م ٦ ف 6 ص ١٤٥ ع مبه س ۰۱۷