صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/160

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-- ١٥٤ - وأن ما يزيده الجزئى على الماهية الكلية إنما هو آت من المادة المحسوسة التي لا تدخل العلم - -- قلنا إن المقولات محمولات : هي أوائل المحمولات أو أجناسها العليا تمثل وجوه الوجود المختلفة لا بمعنى أنها أقسام أو طوائف كل منهـا متحقق على حدة ؛ بل بمعنى أنها وجهات متمايزة في كل شيء شيء ؛ فإن الشيء الواحد يمكن أن يعتبر من جهة ما هو جوهر أوكم أوكيف الخ . بحيث أن أي محمول يضاف إليه فهو داخل في واحدة من المقولات . وكان أفلاطون قد قال بأجناس عليـا ( الوجود والذاتية والتغاير والسكون والحركة ) ، و بمعانى مشتركة ( التشابه والتباين ، الوجود واللاوجود ، الذاتية والتغاير ، الزوج والفرد ، الوحدة والعدد (۱) ) ولكن لا علاقة بين هذه و بين المقولات . وقد وردت في أفلاطون معاني الجوهر والـكم والكيف والإضافة والفعل والانفعال ، ولكنه لم ينظر إليها نظرة أرسطو ولم يحاول ردها إلى نظام واحد . - لم يذكر أرسطو المبدأ الذي اعتمد عليه في تقسيم المقولات ، فذهب بعض المؤلفين إلى أنه جمعها جمعاً تجريبيا ، ولسنا نظن ذلك ، وعلى كل حال يمكن وضعها وضعاً منطقيا ، وقد فعل ذلك القديس توما الأكويني في شرحه على ما بعد الطبيعة ( المقالة الخامسة الدرس التاسع ) على النحو الآتى . قال : قد تكون نسبة المحمول إلى الموضوع على ثلاثة أوجه ، فإما أن يكون المحمول هو الموضوع ، و إما أن يؤخذ من ذات الموضوع ، و إما أن يؤخذ مما هو خارج عن الموضوع . فمن الوجه الأول المحمول هو الموضوع في قولنا « سقراط إنسان » فإن سقراط هوما هو إنسان ، والمحمول هنا يعبر عن الجوهر ( الأول ) . ومن الوجه الثاني المحمول صفة للموضوع ، وهذه السنة إما أن تكون لازمة للموضوع من مادته وهذا هو الكم، (۱) في - بارمنيدس » ، ولى - الوفطائي ، . . . .