صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/167

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

171 الموضوعات التي يمكن أن يسند إليها مائت فيمكن أن يقوم حدا أوسط بين ، سقراط ومائت . فاستكشاف الحد الأوسط يقتضي إيمان الفكر والنفاذ إلى الماهيات ، وإذن فليس القياس قاصراً على أنه عرض البرهان ولكنه أيضاً آل للاستكشاف ولإقامة البرهان ؛ فإن محاولة تركيب القياس شيء وتركيبه بالفعل شيء آخر وهذا مالم ينتبه إليه نقاد القياس للتقدمون والمتأخرون . فإن قالوا إن الاستكشاف العلمى سابق على تركيب القياس فالقياس فعل لاحق عقيم ، أجبنا أن الرائد في الاستكشاف إنما هي طبيعة القياس القائمة على حد أوسط متعلق بالماهية ، فالقياس علة غائية ، ومعلوم أن الغاية تتصور أولا وتحقق في النهاية . بعد تعريف القياس وتحليله يقارن أرسطو بين القياس والقسمة الأفلاطونية (33 ج) فيقول إن هذه القسمة قياس ضعيف أو عاجز لأنها خلو من حد أوسط ، فهي تقول مثلاً : الكائنات إما حية و إما غير حية ، فلنض فلنضع الإنسان في الحية ؛ والحيوانات إما أرضية و إما مائية ، فلنضع الإنسان في الأرضية وهكذا حتى تحصى جميع خصائص الإنسان ، ولكنها لا تبين علة إضافة خاصـة دون الخاصة المقابلة و إنما تضعها وضماً . فما لا نجده عند أفلاطون هي فكرة أن الاستدلال إقامة البرهان على أن المحمول يوافق الموضوع ، وهذا لا يتحقق في القسمة ، بل إن القسمة مصادرة على المطلوب الأول في جميع مراحلها . ---- فإن صح أن القسمة الأفلاطونية هي التي أدت بأرسطو إلى القياس فإن الفرق بعيد بين الطريقتين . . و ---- ومسائل المقالة الثانية قياس الدور في الأشكال الثلاثة ، وقياس الخلف فيها ، والفرق بين البرهان المستقيم و برهان الخاف ، ورد كل منهما الآخر في كل من الأشكال الثلاثة ، والأقيسة الفاسدة وأهمها المصادرة على المطلوب الأول ، ثم لواحق القياس وأهمها الاستقراء والتمثيل . وقد كثر الكلام في الاستقراء