صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/168

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الأرسطوطالي لأن صاحبه يشترط فيه ذكر الجزئيات جميعاً فقال النقاد إن الفيلسوف لم يفهم الاستقراء على حقيقته ولم يفطن إلى إمكان إقامته على جزئيات معدودة بله على جزئى واحد و إلى أن الجزئيات لا تقع حمر . هذا اتهام باطل لا يحتمل أنه يجوز على واضع المنطق والفلسفة الأولى والعلم الطبيعي . وإنما ساق أرسطو عبارته هذه في واحد من الكتب التي تبحث في المنطق الصوري ، فلم ينظر فيه لغير صورة الاستقراء ودل على الشرط الذي يمكن بموجبه عد الاستقراء بين الأقيسة وهو إمكان عكس الصغرى عكساً مستوياً ، ولا مشاحة في أن الانتقال من الجزئيات إلى الكلى يقتضي الجزئيات جميعاً ليكون صحيحاً من الموجهة الصورية وإلا كان التالي أعم من المقدم و بأن الاستقراء سفسطة . ولكن أرسطو لم يقل إن هذا الشرط يمكن تحقيقه ، ونفس المثال الذي يورده دلیل على ذلك إذ أن الجزئيات فيه غير تامة وأرسطو يعلم ذلك : « الإنسان والفرس والثور طويل العمر والإنسان والفرس والثور قليل المرارة -- إذن فكل حيوان قليل المرارة فهو طويل العمر » ، وحتى لو تحقق الشرط لما عده أرسطر كافيا إذ أن العلم عنده لا يؤلف من حقائق واقعة بل من حقائق ضرورية ولأرسطو في هذه النقطة "كلام ليس أصرح ولا أقوى منه قاله في التحليلات الثانية وهو الكتاب الذي يبحث في البرهان والعلم اليقينى قال : « إن من يبين ببرهان واحد ( تذكر فيه الجزئيات ) أو ببراهين عدة ( كل منهـا خاص يجزئى ) أن كلا من المثلث متساوي الأضلاع وغير متساويها ومتساوى الضامين مجموع زواياه يساوى قائمتين فليس يحصل له العلم بأن نفس المثلث تساوى زواياه قائمتين اللهم إلا على وجه سوفسطائي ( أي جدل قائم على أن هذه الثلاثة هي جميع المثلثات ) وليس يحصل له العلم بالمثلث الكلى ولو لم يكن هناك مثلث غير ما ذكر ، ذلك أنه لا يعلم من أجل المثلث ، ولا كل مثلث إلامن حيث العدد ، t .....