صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/171

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

140 مقدمات توهم البرهان الوسيلة الوحيدة للمعرفة ، ولكن هناك مقدمات أولية لا تفتقر إلى برهان ولا تحتمل البرهان وإنما هي أصول البراهين . ولابرهان تعريف أول ظاهرى بالعلة الغائية هو أنه « قياس منتج للعلم ، والقياس مأخوذ هنا بمعناه المحدود من حيث هو قسيم الاستقراء ، وافظ العلم يعنى معرفة العلة وهى معرفة ثابتة ضرورية بينها الإحساس والظن يقعان على الحادث وللممكن ، وقد يقع العلم والظن في شخصين على موضوع واحد بعينه فلا ينتفى التمييز بينهما لأن موقف كل شخص من هذا الموضوع غير موقف الآخر ، فالشخصان يستطيعان أن يحكما بأن الإنسان حيوان لكن أحدها يعتبر الحيوان من ماهية الإنسان و يعتبره الآخر محمولأحاصلا بالفعل ، والفرق ظاهر بين هذين النوعين من المعرفة . - والبرهان . تعريف ثان جوهرى بالعناصر المؤلفة له هو أنه « القياس المنتظم من صادقة أولية سابقة في العلم على النتيجة وأبين منها وعلة لزومها » . ولما كانت القدمات تتضمن الموضوع والمحمول ، كانت عناصر البرهان الموضوع والمحمول والمقدمتين ، ووجب أن يسلم قبل البرهان أن الموضوع موجود وما هو وما المحمول أو ما يعنى اسمه وأن المقدمتين صادقتان و إلا لم ينتج برهان . والصدق هنا يقتضى أن تكون النسبة بين الموضوع والمحمول نسبة ذاتية أي جوهرية تمير المقدمة أولية ، و إلا افتقرت إلى برهان ولم تصلح أساساً يستند إليه . - ومقدمات البرهان ثلاثة أقسام : الأول مقدمات أوليـة بالإطلاق وتسمى « علوماً متعارفة ، مثل مبادئ عـدم التناقض والثالث المرفوع والعلية وهي لا تدخل عادة في القياس بل يتمشى القياس بموجبها دون ذكرها أي أنها مقدمات بالقوة لا بالعمل ، وهي ليست غريزية في العقل لكن العقل يكتسبها ا ل بالحدس فتبدو كالغريزية . والقسم الثاني مقدمات تسمى « أصولاً موضوعة » ليست أولية ولكن المتعلم يسلمها عن طيب نفس , والقسم الثالث مقدمات تسمى