صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/172

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

« مصادرات » يطلب إلى المتعلم تسليمها فيسلمها مع عناد في نفسه ويصبر عليها إلى أن تتبين له في علم آخر . – فيها تكون القدمات أولية و يستدل على الملول بالعلة يسمى البرهان « برهان ( 1 يفيد علة حصول النتيجة ويحاكي نظام الموجود حيث العلة سابقة على المعلول وهو البرهان بالمعنى الصحيح والعلم الأكمل . وهناك برهان آخر يسمى « برهان إن » وهو الذي مقدماته تقتفى البرهنة أو الذي يستدل على العلة بالمسلول وهو برهان بالمعنى الواسع لأنه يترك لعقل مجالاً للتساؤل ، كبرهان الطبيب الذي يستند إلى نتائج الرياضيات فيقول إن الجروح المستديرة أبطأ اندمالاً من سواها ، وكبراهين علوم المناظر والموسيقى والفلك التي تتقبل مبادئها من الرياضيات تقبلا . .. وفي هذا القدر كفاية بعد الذي ذكرناه عن القياس وليس لنا كلام خاص في باقي مسائل الكتاب وهي مبسوطة في كتب المنطق @ -- ١٦٦ -

٥٢ - الجدل : ا - كان أفلاطون قد رفع الجدل إلى مقام العلم والمنهج العلمى (۱۳۱) ولكن أرسطو عاد به إلى معناه التعارف فحده بأنه « الاستدلال بالإيجاب أو بالسلب في مسألة واحدة بالذات ، مع تحاشي الوقوع في التناقض ، والدفاع عن النتيجة للوجبة أو السالبة » ، وليس يمكن ذلك بالاستناد إلى حقائق الأشياء لأن المقدمات الصادقة لا تنتج النقيضين في آن واحد ، فلا يدور الجدل إلا مقدمات محتملة أي آراء متواترة أو مقبولة عند العامة أو عند العلماء ، فالقياس الجدلى يتفق مع البرهاني في أنه استدلال صحيح و يختلف عنه في أن مقدماته محتملة . ولا يتفق مع السوفسطائي في شيء ، لأن هذا يستند إلى قضايا مموهة والاستدلال فيه قد يكون صحيحاً أو فاسدا . وإذن فليس الجدل علماً أو منهج