صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/173

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العلم كما أراد أفلاطون ولكنه الاستدلال على وجه الاحتمال ، وهو يستعمل في الخطابة بنوع خاص . والجدل فوائد منها أنه رياضة عقلية ، وأنه منهج يستطيع العالم والجاهل أن يمتحن بموجبه مدعى العلم . بل إن له فائدة علمية هي أنه . يساعد على كشف المبادئ الأولية في علم من العلوم ببحث الآراء العامة وآراء العلماء في موضوع ذلك العلم ؛ فإن العلوم الجزئية لا تبرهن بنفسها على مبادئها الخاصة ؛ فامتحان الآراء يعين العقل على الاقتراب من المبادئ ووضع المسائل . وقد كان أرسطو القدوة في هذا المنهج علماً وعملاً ، ففي كل علم وكل مسألة سرد أقوال المتقدمين ومحصها ومهد بذلك لدراسة المسألة في ذاتها بحيث يمكن أن يستخرج من كتبه تاريخ الفلسفة والعلم والفن . . ولما كان الجدل قياساً واستقراء لإضافة محمول إلى موضوع فيلزم النظر في هذه الإضافة وتعيين أنواعها والكلام في كل نوع . فالمحمول إما أن يكون مساوياً الموضوع في الماصدق وإما أن لا يكون : فإن كان مساوياً ( أي يتنكس ) فإما أن يكون ماهية الموضوع وهو إذن حده و إما أن لا يكونها وهو إذن خاصة . و إن لم يكن مساوياً فإما أن يكون جزءا من الحـد وهو إذن جنس الموضوع أو فصله النوعي و إما أن لا يكون جزءا من الحد وهو إذن عرض ، فكل موضوع يوصف من هذه الوجهات تحصل لنا به معرفة ، وكل مقدمة وكل ...ألة ترجع إلى واحدة من هذه الوجهات لأن المحمول لا يخلو أن يكون إما جنساً أو خاصة أو فعلاً أو عرضاً ، فهذه الوجهات في المواضع التي تستمد منها القضايا الجدلية على هذا الترتيب في القياس والاستقراء . وهذا موضوع هنا أتى اسمه فإن « طو بيقا » من « طوبوي » أي الأمكنة التي الكتاب ومن تؤخذ منها الاستدلالات الخطابية . وتجد في كتاب النجاة لابن سينا تلخيصاً HA - ١٦٧ --- - -