صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/175

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

--- t 179 القياس « مثل تخجيل الخصم وترديل أقر الله والاستهزاء به وقطع كلامه والإغراب عليه في اللغة واستعمال ما لا مدخل له في المطلوب وما يجرى مجرى ذلك » والمقالة الثانية في حل هذه الإشكالات . عالية با سن و يقول أرسطو في الفصل الأخير من الكتاب إن العلم أو الفن يوضع شيئا فشيئا بأن يزيد المتأخرون على ما يخلفه المتقدمون وأنه هو قد سبق إلى فنون كثيرة فتلقى البيان مثلاً عن الأقدمين وأكمله ، أما القياس والبرهان والجدل والسفسطة فلم يسبقه إليها أحد . نعم إن السوفسطائيين وأمامهم غورغياس كانوا يعلمون المحاجة ، ولكنهم كانوا يقتصرون على تلقين تلاميذهم بعض حجج وتدريبهم على تركيب بعض المغالطات بطريقة تجريبية ما هو أدخل في علم البيان . أما الفن نفسه بما له من موضوع محدد ومبادئ ونتائج فقد استكشفه من عند نفسه في زمن طويل . – انتهى كلامه -- والحق أن من يقابل بين ما عرفته المدارس السابقة من المنطق وما ورد في أفلاطون وقد آلت إليه الفلسفة اليونانية من أبحاث متفرقة ضعيفة في الحد والقسمة والاستقراء ، وبين كتب أرسطو الغنية العميقة ليدهش من عظم الفرق و يوقن أن القياس بمبادئه وأشكاله وقواعده ، وأن البرهان بأصوله وأنواعه وشروطه ، وأن الاستقراء بماهيته ومكانه من العلم ، أمور جديدة في تاريخ الفكر أصبحت من يوم وجدت جزءا من الفاسفة لا يتجزأ . و إذا كان العلم الكامل هو علم الذي يعلم أنه يعلم أي الذي يبرهن على علمه و يدفع عنه الشبه والاعتراضات وهو على بينة من أمره ، فإن أرسطو بوضعه المنطق قد يسر الناس مثل هذا العلم و بصر العقل بنفسه وأبلغه رشده . (۱) ابن سينا : النجاة ص ١٤١ - ١٤٨ .