صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/177

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۷۱ - بطرفيها فتغيرها تابع لتغيرها ، والفعل والانفعال هما تغير ولا تغير للتغير ، والزمان مقياس الحركة فليس هو الذي يتحرك . يبقى أن الحركة تحدث في ثلاث مقولات هي : الكيفية ، والكمية ، والمكان : فالحركة التي في الكيفية « استحالة » ؛ والتي في الكمية « نمو ونقصان » ، والتي في المكان « نقلة » . وفى هذه المقولات فقط يتفق الانتقال من ضد إلى ضد ، والنقلة شرط الحركتين الأخريين إذ لا بد فيهما من تماس المحرك والمتحرك ، ولا بد لتمامهما من تقاربهما . والنمو والنقصان حركة الجسم الحى ، فهو يبدأ صغيرا فيتحرك نحو الكمية الاقتضاة له حسب طبيعته ثم يعتريه الذبول والتقصان (1) . ا وعلى ذلك ينقسم العلم الطبيعي إلى الكلام في الموجود الطبيعي بالإجمال وهذا موضوع كتاب الساع الطبيعي ، ثم في الوجود الطبيعي بالتفصيل أي أولاً في الموجود الطبيعي المتحرك بالنقلة وهذا موضوع كتاب السماء أى العالم ، وثانياً في الوجود الطبيعي المتحرك بالاستحالة المنتهية إلى فساد جوهر وكون آخر وهذا موضوع كتاب الكون والفساد ، وثالثاً في الموجود الطبيعي المتحرك بالنمو والنقصان أي الجسم الحي وهــذا موضوع كتاب النفس ولواحقه الطبيعيات الصغرى وكتب الحيوان . – وسندرس في هـذا الفصل الكتب الثلاثة الأولى وتخصص الفصل الآتي الكلام على النفس ، والأصل في اسم السماع الطبيعي على قول البعض أن أرسطو ألقاء دروساً قدونه التلاميذ ، وعلى قول البعض الآخر أنه يتعذر فهمه من غير الاستماع إلى معلم . والكتاب في ثماني مقالات : الأولى في تجوهر الأجسام الطبيعية أي تركيبها . والثانية في العلية والاتفاق والضرورة والغائية . والثالثة في تعريف الحركة وفى اللانهاية . والرابعة في المكان والخلاء والزمان : وسنلخص هذه المقالات تلخيصاً وافياً ، وكان أرسطو يعتبرها قسما تاما (1) السماع الطبيعي م ۱ ف ۲ ومه ف ۰۲