صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/179

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كل مقولة تقال كذلك على أنحاء فيقال جوهر للإنسان والفرس والنفس ، و يقال كيفية للأبيض والخار وما أشبه . فعبارته «كل ما خلا الوجود فهو لا وجود » غير صحيحة ، فإن ما خلا الوجود من وجه أي من حيث الجوهر مثلا أو من حيث جوهر معين فقد يكون وجوداً من وجه آخر أي عرضاً أو جوهرا آخر ، و إذن فليس يلزم أنه لا شيء . كذلك الواحد يؤخذ بمعاني مختلفة فيقال على المقدار وعلى غير المنقسم وعلى الماهية : فإن قيل على المقدار كان الواحد كثيراً بالقوة لأن المقدار ينقسم إلى أجزاء . و إن قيل على غير المنقسم بطلت الكمية ولم يعد الوجود متناهياً . كما يرى بارمنيدس ، ولا لا متناهيا كما يرى مايسوس . و إن قيل على الماهية . فيجب أن يفهم قول إن الوجود واحد بمعنى أن كل موجود أي كل ماهية فهو واحد في ذاته ، لا بمعنى أن الموجودات جميعاً واحد ، و إلا وقعنا في مذهب هرقليطس فاستوى معنى الخير ومعنى الشر ومعنى الإنسان ومعنى الفرس ومعنى الكيفية ومعنى الكمية ، وهذا خلف ، ولاتجه القول إلى عدم الوجود لا إلى وحدة الوجود ، وبارمنيدس يتحدث عن الوجود كانه ماهية متحققة في الخارج على مثال تحققه في الذهن ، ولما رأى أن الأشياء واحد على نحو ما من حيث أنها تدخل تحت معنى الوجود ، توهم أن الأشياء واحد على نحو لا يتفق معه أن تكون موجودات متكثرة . والواقع أن في الخارج ماهيات مشاركة في الوجود ، وأن معنى الوجود جرده العقل ، وأنه يقال على كل موجود بحسب هذا الوجود من حيث هو جوهر ( فيوجد في ذاته ) أو عرض ( فيوجد في غيره ) أو ماهية معينة ( فيوجد بحسب هذه الماهية ) . - وأما آراء الطبيعيين فلا تثبت للنقد كذلك ، فإن تركيب الأجسام الطبيعية من . مادة واحدة معينة يبطل تمايزها تمايزاً جوهريا ويجعلها متمايزة بالمرض حيث الشكل والحجم ؛ في حين أن الملاحظة تدل على أنها تتباين من