صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/182

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

إلى المكان ، أو إلى النمو والذبول ، أو إلى الاستحالة . أما المصنوعات كالسرير والرداء وما أشبه فإن اعتبرناها بما هي مصنوعات لم نجد فيها أي نزوع طبيعي للحركة ؛ فإن تحركت فذلك إما بالمواد المركبة منها ومن هذا الوجه ، و إما يفعل الصانع والمبدأ الذاتي الحركة والسكون في الجسم تسميه بالطبيعة ، « فالطبيعة مبدأ وعلة حركة وسكون للشيء القائمة فيه أولا وبالذات لا بالمرض » : وقد عرفنا ما هي الحركة وسنعود إليها . أما السكون فهو غاية الحركة ، فإن جميع الحركات الطبيعية ما عدا حركات الأجرام السماوية - من نقلة العناصر الأرضية ومركباتها ، ومن استحالة ، ومن نمو النبات والحيوان ، لها حد تنتوى إليه بالطبع وتسكن عنده ؛ فلا يوجد كائن يفعل أي شيء كان ، أو يتفعل بأي حال من أي كائن على ما يتفق ، ولا يوجد كون هو كون أي موجود عن أي موجود ، ولا يوجد فساد هو انحلال شيء إلى أي شيء . أما قولنا « القائمة فيه أولا و بالذات ، فلتمييز بين الموجود الطبيعي وغيره مما يتحرك بالصناعة أو بالاتفاق ، وأما قوانا و لا بالعرض ، فيتضح من ملاحظة أن الطبيب الذي يدارى نفسه فيبرأ ليس علة للمدة من حيث هو مريض ؛ بل عرض أن رجلاً بعينه طبيب وقابل للصحة ؛ لذلك قد تفترق هاتان الكيفيتان ، وهكذا الحال في جميع المصنوعات ؛ فليس واحد منها حاصلاً على مبدا صنعه وحركته ، إنما مبدأ بعضها خارج عنها كالبيت ، ومبدأ البعض الآخر داخل ، ولكنها علل لأنفسها بالعرض لا بالذات كما تقدم . – وليست الطبيعة نفساً كما ظن أفلاطون ؛ فإن الفرق بعيد بين حركة الحي الذي يتحرك و يسكن بذاته ، وحركة الجماد الذي لا يستطيع أن يبدأ الحركة ولا أن يقفها ، وإنما الطبيعة في الصورة ، والدورة طبيعة الشيء ما دام الشيء . فإنه هو هو ويفعل كل ما يفعل بصورته ، أما الهيولى فليست طبيعة لأنها بالقوة وما هو بالقوة لا يقال له مصنوع ولا طبيعي حتى يخرج إلى الفعل ؛ أي يتخذ صورة وماهية ، معتاد www - ۱۷۶ -- } 1