صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/183

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و يفترق أرسطو عن أفلاطون في نقطة أخرى ؛ فهو حين يطلق لفظ الطبيعة على العالم لا يقصد أن يدل على موجود واحد مركب من نفس وجسم ؛ بل يريد مجموع الأجسام مرتبة في نظام واحد وحين يضيف إليها خصائص وأفعالاً لا يشخص الطبيعة في قوة واحدة ؛ بل يريد الطبائع الجزئية بالإجمال . وتعريف الطبيعة يستتبع البحث فيما يتميز به العلم الطبيعي من العـلم الرياضي ؛ فإن السطوح والحجوم والخطوط والنقط التي هي موضوع الرياضي متحققة في الأجسام الطبيعية ؛ فكيف يتمير العلمان ؟ إنهما يتميزان بأن الرياضي بفحص عن موضوعاته مجردة عن الجسم الطبيعي وحركاته وكيفياته المحسوسة من ثقل وخفة وصلابة وليونة وحرارة و برودة ، ولا يحتمل هذا التجريد أي خطأ من حيث أن العقل يدرك أن التجريد فعله الخاص ، وإنما الخطأ في محاولة أفلاطون أن يجرد عن المادة أشياء المادة داخلة فيها ، وهي الأشياء الطبيعية مثل اللحم والعظم والإنسان والشجر ، لا يمكن دراستها إلا في المادة ، كما لا يمكن تصور الأفطس دون تصور الأنف ، بينها المنحنى مثلا لا تدخل فيه مادة ی m.m ( بالذات . فالسلم الرياضي يستيقى المادة المنقولة التي هي امتداد فحسب ، ويصرف ا النظر عن المادة المحسوسة الواقعة في الحركه ، والعلم الطبيعي ينظر في المادة والصورة ا جميعاً غير منفصلتين ، أما الصور المفارقة فدراستها من شأن الفلسفة الأولى . 4 أو ما بعد الطبيعة . ... الآن عرفنا الجسم الطبيعي على الوجه الذي يقتضيه العلم أى بالعلة ، فإن الهيولى والصورة علتان ذاتيتان يتكون منهما الشيء و يعلم بهما كما يتكون التمثال من النحاس وصورة أبولون ، على أن الملة تقال أيضاً على نحو ين آخرين الواحد ما تصدر عنه بداية الحركة والسكون ، والثاني الغاية التي تقصد إليها الحركة ، كون الملل أربعاً : علة مادية وصورية وفاعلية وغائية ، يعني الطبيعي بها جميعاً