صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/184

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۷۸ --- من حيث أن غرضه تفسير الحركة ، بينها الرياضي ينظر في صورة صرفة وماهية مجردة فلا يحتاج في معرفة موضوعه لأكثر من اعتباره في ذاته . وللحركة مبدأ محرك بالضرورة ، لأن الشيء لا يتحرك بذاته من جهة ما هو قابل لأن يتحرك . والحركة غاية تقصد إليها بالضرورة و إلا لم تكن حركة أصلا . ونستطيع أن يرد الملتين الفاعلية والغائية إلى الصورة على نحوما ، فإن الفاعل إنما يفعل على حسب سيرته ويحرك الشيء على حسب صورة الشيء : فإذا ما قبل الشيء الحركة تحرك بصورته وعلى حسبها . أما الغاية فإنها مرتسمة في صورة المحرك يقصد إليها ، وفى صورة المتحرك يوجه إليها ، بحيث ننتهى إلى أن الملل طائفتان : العلة المادية والملل الثلاث الأخرى مختصرة في الصورة أو الطبيعة التي بها يكون الشيء ما هو و يتحرك ويسكن ( أنظر أيضاً ما بعد الطبيعة م ه ف ٢ ) . --- على أنه يقال أيضاً إن الاتفاق والبخت أو الحظ علة . والاتفاق والبخت واحد إلا أن البخت أخص يطلق على الأمور الإنسانية أي تلك التي تتعلق بالاختيار ، ويطلق الاتفاق على الأمور الطبيعية أي تلك التي تصدر عن الجاد والحيوان والطفل وهم جميعاً عاطلون من الاختيار ، فلا يقال الحجارة التي يشيد بها الهيكل إنها سعيدة الحظ بالقياس إلى التي توطأ بالأقدام إلا مجازا ، ولا يقال لمجيء الفرس بخت إذا كان الفرس بهذا المجيء قد نجا من الهلاك دون قصد إلى النجاة ولكنه اتفاق . وبعد فـا معنى العلية هنا ؟ نلاحظ أولا أن من الظواهر ما يقع دائما على نحو واحـد ، ومنها ما يقع في الأكثر .، ومنها ما يقع استثناء ، وأن هذا النوع الأخير وحده هو الذي يقال : عنه إنه يقع بالاتفاق . ونلاحظ ثانياً أن الظواهر التي تقع دائما أو في الأكثر تقع لأجل غاية هي التي ينتهى إليها البعض بالاختيار والبعض بالطبع ، فإن كل ما يحدث لأجل غاية إنما يحدث عن الفكر أو عن الطبيعة ، بينما الظواهر الاتفاقية تقع لالغاية أي أنها تنتهى