صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/187

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۸۱ ٥٧ - الحركة ولواحقها : عرفنا الطبيعة بأنها مبدأ حركة ، فدراسة الحركة داخلة في هذا العلم . والحركة لواحق فانها خاصة بالأجسام الطبيعية المتعملة ، والمتصل إما أن يكون متناهياً أو لامتناهيا فيتعين النظر في ذلك ، ثم إن الحركة ممتنعة بغير مكان وخلاء وزمان فيجب البحث في هذه الأمور أيضاً . .... نقول عن الحركة : لما كان الموجود إما القوة و إما بالفعل فإن الحركة « فعل ماهو بالقوة بما هو بالقوة و أي ندرج من القوة إلى الفعل ووسط بين القوة البحثة والفعل التام ، فإن ما هو بالقوة أصلا غير متحرك وما هو فعل تام غير متحرك كذلك من جهة ما هو بالفعل ، فالحركة فعل ناقص يتجه إلى التمـام . والفعل الناقص عسير الفهم ولكنه مقبول عند العقل . وينطبق هذا التعريف على جميع أقسام الحركة ، ففي المستحيل من حيث هو قابل للاستحالة العسل هو الاستحالة ، وفي النامي من حيث هو قابل للزيادة والنقدان الفعل زيادة أو نقصان ، وفي ما هو قابل للكون والفساد الفعل كون أو فساد ، وفي ما هو قابل للحركة المكانية الفسل النقلة . --- و إذا نظرنا في المحرك والمتحرك خرجت لنا قضيتان : الواحدة أن المحرك الطبيعي متحرك هو أيضاً من جهة ما هو بالقوة لأنه إنما يؤثر في المتحرك بالتماس فينفعل بهذا التماس في نفس الوقت ، والقضية الأخرى أن الحركة واحدة في المحرك والمتحرك إلا أنها تسمى فعلا باعتبارها صادرة عن المحرك ، وتسمى انفعالا باعتبارها حاصلة في المتحرك ، كما يقال صعود ونزول و الطريق واحدة . فإن قيل إن المقذوف يشذ عن هاتين القضيتين من حيث أنه يتخرك بعد انفصاله عن المحرك ، أجاب أره طو جواباً غريبا هو أن هذه الحركة تفسر بانتقال الدفع الأصلى إلى الوسط ( الهواء ) الذي يجتازه المتحرك فيدفع هذا الوسط المقذوف من خلف و يضعف الدفع بالتدريج بسبب ثقل المتحرك ومقاومته