صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/188

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸۲


حتى يسكن المتحرك ، فكل وسط يعتبر محركا يحرك بالتماس . غير أن هذا التفسير بمحركات كثيرة هي أجزاء الوسط الذي يجتازه المقذوف يبطل اتصال الحركة اتصالا حقيقيا ، فلم لا نقول إن فعل المحرك ينبه في المتحرك قوة معادلة تخرج إلى الفعل تدريجاً بحيث يكون المقذوف بعد انفصاله محركا ومتحركا من جهتين مختلفتين ؟ ب -- أما اللامتناهي فحده أنه ما يمكن الاستمرار في قسمته كالمقدار أو في الإضافة إليه كالعدد ، والقسمة والإضافة ترجعان إلى واحد ، إذ أن انقسام المقدار إلى غير نهاية يتضمن قبول العدد الزيادة إلى غير نهاية . وعلى ذلك وبهذا المعنى فلا يمكن أن يوجد اللامتناهي بالفعل سواء أكان جوهر آ مفارقاً أم جدها أم عدداً : فإن كان جوهراً مفارقاً كان غير منقسم ومن ثمت لم يكن لا متناهياً ، و إن كان جسماً طبيعيا أو رياضيا كان متناهياً لأن الجسم يحده سطح بالضرورة ، ولاعبرة بوهم الخيال لأن الزيادة والتقدان يعملان في التخيـل لا في نفس الشيء ، و إن ا كان عدداً كان قابلا للعد وممكن العبور فلم يكن لامتناهياً . و إنكار اللامتناهي بالفعل لا يبطل اعتبارات الرياضيين ، إذ أنهم بغير حاجة إليه ولاهم يستعملونه ولكنهم يستعملون مقادير مهما يفرضون لها من عظم فهي متناهية . .... على أن اللامتناهي إن لم يوجد بالفعل فهو موجود بالقوة ، لا القوة التي تخرج كلها إلى الفعل بل التي تخرج إلى الفعل بحيث لا تقف عند نهاية أخيرة ليس وراءها مزيد . فلا ينبغي أخذ لفظ م بالقوة ، كما يؤخذ في قولنا و هذا تمثال بالقوة » أي سيكون تمثالاً ، كان هناك شيئا لا متناهيا سيتحقق بالفعل ، كلا و إنما اللامتناهي بالقوة يبقى دائماً بالقوة ويزيد باستمرار ، فهو متناد من غير شك بلا انقطاع . وعلى ذلك فليس اللامتناهي ما قد قال القدماء من أنه ما لا شيء خارجه ، ولكنه على العكس ما خارجه شيء دائماً ، فهو ضد التام والكامل أي المحدود ، وهي لا مدرك بما هو لا متناه لأنه مادة من غير صورة وقوة لا تنتهى إلى اختلافه ) t