صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/189

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فعل . . .. وبذلك يتضح بطلان حجج زينون (۱۷ ب ج ) فإنها قائمة على فرض المكان والزمان مؤلفين من أجزاء غير متناهية ، والحقيقة أنهما متصلان متناهيان وقابلان للقسمة إلى أجزاء غير متناهية ، فعدد أجزاء المكان والزمان . تناه ولا متناه في آن واحد لكن لا من جهة واحدة : هو متناه بالفعل لا متناه بالقوة ، بحيث أن المقدار المتصل هو غير المقسوم القابل لانسمة . و إذن فأخيل يلحق السلحفاة لأن المسافة بينهما متناهية ، والسهم متحرك لأن المكان والزمان متصلان كما قلنا وليسا مؤلفين من أجزاء غير متناهية بالفعـل . أما حجة « الملعب ، فألغلط فيها باشي" من توهم أن الجرمين المتساويين المتحركين بسرعة متساوية يقطع كلاهما في زمن متساو طول المتحرك الآخر وطول انساكن على السواء(1) .... وأما المكان فنوعان : مكان مشترك يوجد فيه جسنان أو أكثر ، ومكان خاص يوجد فيه كل جسم أولا . فمثلا أنت الآن في السماء لأنك في الهواء والهواء في السماء ، ثم أنت في الهواء لأنك على الأرض وأنت على الأرض لأنك في هذا المكان الذي لا يحوى شيئا غيرك . فإذا كان المكان الخاص هو الحاوى الأول للجسم ، كان مفارقا للجسم خارجا عنه ، لأن الجسم يتنقل ويتخذ له أمكنة على التوالى . وعلى ذلك يكون المكان الخاص سطح الجسم الحاوى أعنى السطح الباطن الماس للمحتوى . وقد يتحرك الجسم الحلوى فيبقى الجسم المحوى ساكناً بذاته متحركا بالمعرض و يبقى مكانه ثابتاً . و يلزم مما تقدم أن المكان طولا وعرضاً دون عمق لأنه سطح . ويلزم أيضاً أن الجسم يقال إنه في مكان متى وجد جسم يحويه ، أما إذا لم يوجد لم يكن في مكان إلا بالقوة ، كالأرض فهي في الماء والماء في الهواء والهواء في الأثير والأثير في العالم والعالم ليس في شيء ولا في مكان . نقول زينون مردود (١٧ ب ) لأن سطح الجسم الحاوى ( أي المكان ) هو في (1) أنظر أيضاً م 6 فـ ۲و۹ ----- وم ا ف ۸.