صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/190

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

+ ۱۸۹ الجسم الحلوى لا كانه في مكان بل كالحد في الشيء المحدود ، فليس صحيحاً أن كل ما هو موجود فهو في مكان ، و يلزم أخيرا أن من الأشياء ما هو في المكان بالذات مثل كل جسم جزئى ، ومنها ما هو في المكان بالمرض مثل النفس التي لیست جسمها ولكنها متعلقة بجسم . .. وتمت مسألة متصلة بالسابقة في مسألة الخلاء فإن القائلين به يعتبرونه نوعا من المكان ، أي امتدادا خلوا من كل جسم حتى من الهواء ، يدير ملاء حيث ، وعلى هذا يكون الخلاء والملاء والمكان شيئا واحدا يختلف يحل فيه جسم بالتصور ، هم يقولون : إن اللا لا يقبل شيئا ، وإلا لأمكن أن يحل جسيان في مكان واحد ولأمكن ذلك لأي عدد من الأجسام فاحتوى الأصغر الأكبر وهذا خلف ، فإذا سلمنا بذلك وجب التسليم بضرورة الخلاء للنقلة وتكاثف الجسم الطبيعي ونمو الجسم الحى ، لأن النقلة حلول المتنقل في أمكنة متعاقبة . والتكاتف امتلاء الخلاء المتخلل الجسم ، ويحصل النمو بحلول الغذاء في خلاء وهم يؤيدون حجتهم هذه بالإناء الذي يقبل من الماء ، وهو ممتلي رمادا ، بقدر ما يقبل وهو خلو ، ولو لم يكن في الرماد خلاء لكان ذلك ممتنعاً . – ولكن هذه الأقاويل ليست ملزمة ، فالخلاء غير ضروري للنقلة إذ أن الأجسام تستطيع أن يحل بعضها محل الآخر دون فرض خلاء كما يدفع الماء بعضه بعضاً حين يلقى فيه . أما التكاثف فليس يحدث بالانضغاط في الخلاء ، بل بطرد الهواء أو أي جسم آخر يتخلل الجسم المتكاتف ، وهذا هو الحال في الإناء المملوء رمادا ، فإن الماء المسكوب فيه يطرد الهواء المتخلل الزماد ويحل محله ، والتكاثف والتخلخل انقباض المادة نفسها أو انبساطها بما لها من قوة باطنة ولا دخل للخلاء فيهما . وأما النمو فإن احتجاجهم به يرتد عليهم إذ أن الجسم إنما ينمو في جميع أجزائه ، فإما أن يكون في المكان الحال فيه الغذاء . جسم وحينئذ يتداخل ( 1