صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/191

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

110 -- الجسيان وهـذا باطل ، و إما أن لا يكون جسم بل خلاء فيكون الحى كله خلاء وهذا باطل كذلك . --- و بعد أن بين أرسطو أن الخلاء غير ضروري على ما قدمنا شرع يدلل على أنه ممتنع ، وأدلتـه كلها قائمة على العلم القديم تقتضى شروحاً طويلة ، فنضرب عنها صفحا وننتقل إلى مسألة الزمان . ه -- يلوح أن الزمان غير موجود ، أو أن ليس له سوى وجود ناقص عامض ، لأن الماضي فات والمستقبل غيب والحاضر في تقض مستمر التقضي يوحى للفكر أن الزمان حركة ، ولكن الحركة خاصية المتحرك غير منفكة عنه ، والزمان مشترك بين الحركات جميعاً . ثم إن الحركة سريعة أو بطيئة والزمان راتب ليس له سرعة . على أن الزمان إن لم يكن حركة فهو يقوم بالحركة ونحن حينها لا تتغير حالتنا النفس ية أو حينما لا ندرك تغيرها ، فليس يبدو لنا أن زماناً قد تقضي ، وهذا هو شعور الذين تقول عنهم الأسطورة أنهم إذ ينامون في هيكل سردا ( عاصمة ليديا ) بجانب رفات الأبطال ، و يستيقظون ، يصـلون لحظة يقظتهم بأول لحظة نومهم ، كأن لم يكن بين اللحظتين زمان ، لأن هذا الزمان خلو من الشعور . إذن بين الزمان والحركة علاقة ، والواقع أن الزمان متصل لأنه مشغول بحركة متصلة ، والحركة متصلة لأنها في مكان متصل ، فالمكان هو المتصل الأول . ثم إنا نجد في الزمان متقدماً ومتأخراً لأنا نجدها في الحركة ، ولما كانت الحركة في المكان فهما يقالان بالإضافة إلى المكان أولاً ، و إلى الحركة ثانياً ، وإلى الزمان ثالثاً . وعلى ذلك يحد الزمان بأنه الحركة بحسب المتقدم والمتأخر ، أي أنه يقوم في مراحل متميزة بعضها من بعض لحصولها بعضها بعد بعض ومن ثمت معدودة ، ولما كانت النفس الناطقة هي التي تعد فيمكن القول إنه لولا النفس لما وجد زمان ، بل وجد أصل الزمان أي الحركة غير معدودة ، وإذن فاعتبار الزمان كلا مؤلفاً من م ولد ماض 2 . هذا