صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/192

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱٨٦ --- ومستقبل هو من النفس . أما ماهيته فقائمة في « الآن » يتجدد باستمرار تبعاً لاستمرار الحركة ، فالزمان متصل بواسطة الآن ومقسم بحسبه بالقوة أي أن الآن بدل الماضي بالمستقبل ، فإذا قسمنا الزمان بالوهم كان الآن بداية جزء ونهاية جزء ، فالآن حد الزمان وليس جزءا من الزمان ، كما أن النقطة ليست جزء الخط بل إن خطين ها جزءآ خط واحـد . ذلك لأنه لا يوجد حد أصغر للزمان ولا الخط وها متصلان وكل متصل فهو ينقسم ... و يلزم من تعلق الزمان بالحركة أن الموجودات الدائمة ليست في الزمان لأنها ليست متحركة وليس الوجود في الزمان مرادفاً للوجود مع الزمان , و إنما الموجودات المتحركة أو القابلة لأن تتحرك هي التي في الزمان يقيس حركتها وسكونها ، والحركة التي يقيمها الزمان قد تكون الكون أو الفساد والنمو والاستحالة والنقلة ، ولكن هذه أولى أنواع الحركة بأن تعد لأنها الوحيدة التي تتقضى على محو راتب . والصورة الأولى للنقلة هي النقلة الدائرية ، ومن هنا نشأ التصور القديم الذي كان يجمع بين الزمان وحركة السماء ، والتصور الذي يعتبر التغير والزمان بما في ذلك الشؤون الإنسانية خاضعة للدور 58 ... قدم العالم والحركة : - كان أرسطو يعتقد بقدم العالم وقدم الحركة ، وله في ذلك حجة كلية وجيهة بعض الشيء وحجج أخرى جزئية تكلفها تكافأ وهي في الواقع أغاليط إن ل تقل مغالطات ، وحجته التي لها بعض الوجاهة منصبة على قدم الحركة والكها قائمة على مبدإ كلى فيجب تقديمها . وهي تلخص فيما يلى : الملة الأولى ثابتة ( ٦٨ ب ) هي هي دائماً لها نفس القدرة ومحدثة نفس المعلول ، فلو فرضنا وقتاً لم يكن فيه حركة لزم عن هـذا الفرض أن لا تكون حركة أبدا ، ولو فرضنا على العكس أن الحركة كانت، قدماً لزم أنها تبقى دائما ، لقد ظن أنكساغورس