صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/197

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أما أن العالم واحد فله عليه دليل نؤخره إلى النقطة الثالثة لأنه قائم على نظرية الأمكنة الطبيعية ، ودليل آخر في « ما بعد الطبيعة ، (٦٨ د) . والعالم منظم . هو آية فنية ، هو جميل وحسن بقدر ما تسمح المادة ومطاوعتها لدورة ، وقد بينا ذلك بإسهاب . والعالم قديم بمادته وصورته وحركته وأنواع موجوداته ، لا يكون ولا يفسد فيه سوى جزئيات الأنواع ، والعالم كرى لأن الدائرة أكمل الأشكال ، ولأنها الشكل الوحيد الذي يمكن معمه للمجموع أن يتحرك حركة أزلية أبدية ومن غير خلاء خارجه . و إليك بضع قدايا توضح ما تقدم ، وهي مأخوذة من كتاب السماء ومن السماع الطبيعي ( م ۸ ۷۰-۱۰۰ ) : لكي تكون الحركة قديمة يجب أن تكون متصلة ، ولكي تكون متصلة يجب أن تكون واحدة لا سلسلة حركات متمايزة متعاقبة ، ولكي تكون واحدة يجب أن تكون في متحرك واحد وعن محرك واحد ثابت . هـذه الحركة نقلة لأن النقلة أولى أنواع الحركة وشرطها ( ٥٤ ، ١ ) وهى الحركة الوحيدة التي يمكن أن تكون متصلة . أما الاستحالة والنمو فلهما طرفان ، و بين أنواع النقلة النوع الأول النقلة الدائرية وهي وحدها التي يمكن أن تكون واحدة متصلة لامتناهية ، فإن الحركة اللامتناهية لا تتم على خط مستقيم ولا على خط . مستقيم ولا على خط منحن مفتوح ، لأن لكل منهما طرفين يحدان الحركة ، وحتى لو فرضنا المتحرك يعود أدراجه ويستأنف نفس الحركة 2 فإن كل حركة متناهية ، ومهما جمعنا المتناهيات فلن نبلغ إلى اللامتناهي ، فلا بد للحركة الأزلية الأبدية من خط منحن مقفل لا يصلاف المتحرك عليه طرفاً يقف حركته و يقسمها إلى أجزاء متناهية ، وهذا الخط للنحنى المقفل دائرة تامة الاستدارة لأن العلة التي يرتسم بفعلها هذا الخط مساوية لنفسها دائماً ، فليس هناك من سبب يجعل الحركة تنحني في نقطة أكثر أو أقل منها في نقطة أخرى . د -- دوام الأجرام السماوية ودوام حركتها دليل على أن مادتها تختلف