صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/198

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عن مادة الأجسام الأرضية للتغيرة تغيراً متصلاً . ومادتها الأثير أو العنصر الخامس جسم ليس له ضد فهو لذلك غير متغير ، طبيعته أنه لا يتحرك بغير الحركة المكانية الدائرية ، بينها العناصر الأربعة ومركباتها فاسدة متحركة حركة مستقيمة من أعلى إلى أسفل و بالعكس . وليس يعني هذا كما توهم بعض المؤلفين أن السماء تتحرك بالطبع ، وأن الحركة الدائرية غير مفتقرة إلى محرك بخلاف ما ارتأى أفلاطون ( ٣٤ ب ) فإن أرسطو يقول بمحرك أول كما سبق ، و بمحركين آخرين كما سيجي ، ولكن المقصود أن تكون الحركة الدائرية ، وهي أكل الحركات ، ممثلة في العالم بالطبع لا بالقسر ، كما أن الحركة المستقيمة ممثلة بالطبع في المناصر الأربعة ، والطبع قوة مفتقرة إلى محرك يخرجها إلى الفعل . - والكواكب أجسام كرية ، منها سبعة يقال لها السيارة ، وهي من أعلا إلى أسفل : زحل فالمشتري فالمريخ فالشمس فالزهرة فيطارد فالقمر . والباقية يقال لها ثابتة وهى وراء السبعة . ه و ولكل كوكب من السيارة فلك يخصه أو أفلاك كما سنرى ، والأفلاك أجسام كرية مشفة مجوفة ، يضاف إليها فلك الكواكب الثابتة فالفلك المحيط وراءها جميعاً ، مركبة بعضها في جوف بعض . والكواكب كلها ثابتة لا تتحرك حتى على فسها ، إنما الذي يدور هو الفلك الحامل للكوكب ، ولما كانت حركة الأفلاك . سريعة جدا فإنها تسخن بالحرارة وتصير مضيئة ، الفل المحيط أو السياء الأولى هو المتحرك الأول عن المحرك الأول وهو « غلاف العالم » مواز لخط الاستواء باق دائماً على مسافة واحدة من الأرض . . وهو دائم الدوران يدور من المشرق إلى الغرب فوق الأرض ومن الغرب إلى الشرق تحتها في كل يوم وليلة دورة واحدة ، ولما كانت الأفلاك بعضها في جوف بعض فهي متسامتة ذات مركز واحد ، قطبا كل منها مماسان لما فوقه وما تحته مباشرة بحيث أن كلا منها متحرك بما فوقه محرك لما تحته إلى أن تنتهى إلى ذلك القمر المتحرك غير المحرك .