صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/199

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-- ۱۹۳ وعلى ذلك فالفلك المحيط يدير سائر الأفلاك معه : النجوم الثابتة تدور 400 دورة كاملة في ٢٤ ساعة وليس لها حركة خاصة . أما السيارة قلها حركات خاصة أي أنها تدور أيضاً في اتجاهات مختلفة . اتجاه الفلاك المحيط ، ولكل حركة فلات ، عن ا ولكل ذلك محرك مفارق غير المحرك الأول وأدنى منه . والفلك المحيط علة دوران الشمس حول الأرض ، فهو علة تعاقب الليل والنهار ، وعلة الظواهر الحيوية المتصلة بهذا التعاقب على وجه الأرض . وهو علة حركتها السنوية على فلك البروج ، وعلة ما ينشأ عن هذه الحركة من تعاقب الفصول وما ينشأ عن هذا التعاقب من كون وفـاد يحسب اقتراب الشمس من الأرض وابتعادها ؛ فإن ميل فلك البروج سبب الاختلاف في تولد الحركة والضوء على فصول السنة في مختلف مناطق الأرض وهذا أصل الدور في الكون والفساد : تتحول المناصر بعضها إلى بعض ، وتتكون الأحياء وتنمو وتذبل بتفاعل القوتين الفاعليتين وها الحار والبارد ، والقوتين المنفعلتين وهما الرطب واليابس تحت تأثير فلك الثوابت ، وهو بمثابة الصورة العليا ، والأرض بمثابة المادة الدنيا ... أما الأرض فهي ساكنة في مركز العالم لأنها من تراب ، وللسكان الطبيعي للتراب هو أسفل - وهى كرية : ولأرسطو على ذلك أدلة نذكر منها اثنين ، الواحد ما يقع في منظار دوران السماء من اختلاف باختلاف عروض البلدان ، والآخر ظل الأرض المستدير على سطح القمر في خسوفه الجزئى . وفي عصر أرسطو كان علماء اليونان متفقين على كروية الأرض (3) ، وهو يقدر محيطها بما يقرب من ٧٣٠٠٠ كيلومتر أي نحو ضعف طوله الحقيقي . وبهذه المناسبة يرتأى أن المسافة ليست بسيدة بين ا (۱) انظر أيضا : الـاع الطبيعي م ۸ ف ۷ - ؛ والكون والفـاد م ا ف ۰۱۰ (۲) انظر الينو : علم الفلك تاريخه عند العرب ص ٢٦١ --- ٢٦٣ . ( ۱۴ - قلنة )