صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/201

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦٠ .. الكون والفساد

هذا الكتاب تمة المقالتين الثالثة والرابعة من كتاب السماء ، وهو في مقالتين تبحثان في الأجسام التي تمت فلك القمر لا من جهة النقلة بل من جهة تأليفها من العناصر الأربع ربعة . . و بعد الذي قلناه في هذا الفصل تقتصر على إشارات وجيزة فيما لابد منه فنقول : القدماء فريقان في الكون والفساد ، الفريق القائل جادة واحدة يعتبرها تغيراً كيفيا في هذه المادة الواحدة ، والفريق القائل بمواد علة يعتبر الكون اجتماع الأجزاء المؤلفة للجسم والفساد افتراقها ، والرأيان لا يفسران التغير الجوهري أي تحول الشيء بكليته من طبيعة إلى أخرى ( 50 ج ) فيتعين الرجوع إلى المذهب المذكور في السماع الطبيعي ، والقول بأن

العلة المادية للكون والفساد في الهيولى القابلة للصور على التوالي . ففساد هو كون جوهر آخر والعكس بالعكس ، فليس الكون كونا من لا شيء وليس الفساد عوداً إلى العلم ولكنهما وجهان لتحول واحـد . على أن تحول جوهر أدنى إلى جوهر أعلى أحق باسم الكون ، وتحول جوهر أعلى إلى جوهر أدنى أحق باسم الفساد ، مثل حدوث النار عن التراب فإنه كون بالإطلاق لأن الحار صورة والبرودة علمها . - ولزيادة التعريف بالكون تدل على ما يتميز به من سائر أنواع التغير : يتميز من الاستحالة وهى التغير بالكيفية ، فإنها تتحقق عندما يبقى موضوع محسوس وتكون الكيفية الجديدة كيفية لهذا الموضوع الباق ، أما في الكون فالموضوع الباقى غير محسوس وهو الهيولى ، و إن اتفق للكون أن كيفية ما لجوهي ما ظهرت في الجوهر المتحول عنه فليست هذه الكيفية متخلفة عن الأول ولكنها كيفية الثاني . - و يتميز الكون من نمو الحى ، فإن الموتغير يتناول الحجم والقدار أي أنه يتضمن تغيراً مكانيا ليس هو نقلة ولا دوراناً