صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/202

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولكنه انتشار في المكان مع بقاء طبيعة النامي هي هي ؛ فإن النامي ينمو في جميع أجزائه على السواء ، أما الكون فتغير بتناول الجوهر ، وتتناول الاستحالة ا الكيفية ب - كيف يحدث الكون ؟ العناصر في ذاتها مركبات من هيول وصورة ، وبهذا للعنى ليست مبادئ كما زعم أنبادوقايس . غير أن الهيول لا توجد مفارقة ، وهي موجودة أولاً في هذه البسائط ؛ قبالقياس إلى المركبات الطبيعية العناصر مبادئ وأصول لا تنحل إلى أبسط منها ، ولكنها تتحول بعضها إلى بعض وهى الموضوع المباشر للكون ، والمركب الطبيعي المتجانس طبيعة واحدة أي صورة في هيولي ، و يسمى مزيجاً ( كالماء عندنا الآن ) وليس للزيج اجتماع أجزاء أحد المتزجين إلى أجزاء الآخر ؛ فإن مثل هذا الاجتماع يسمى خليطاً ببقى فيه كل من المختلطين قائماً بالفعل وهو عبارة عن تجاورها وتماسهما ، بينها المزيج جسم متجانس كل واحد من أجزائه شبيه بالكل و بأى جزء آخر . فالكون بالإجال يقتضى فعلا وانفعالاً ، ويقتضى الفعل والانفعال التماس ، و يجب أن يكون الفاعل والمنفصل متفقين بالجنس مختلفين بالنوع أي أن يكونا ضدين أو وسطين بين ضـدين . وكان بعض القدماء يقول : يجب أن يكونا متباينين ليحصل تحول ، وكان البعض الآخر يقول : بل يجب أن يكونا متشابهين ليمكن تأثير الواحد في الآخر ، ولكن الحق في الموقف الوسط الذي ذكرناه ؛ فإن الشيء لا يدخل أي تغيير على شبيهه ولا يؤثر فيها هو مباين له بالمرة ، والكون تشبه المنفعل بالفاعل فليس يخرج أي شيء من أي شيء ، وفى المزيج لا يبقى الممتزجان ها ها ولا يفسدان بالكلية ، ولكنهما يتفاعلان فيفسد كل منهما صورة الآخر حتى يحيله طبيعة متوسطة بين طبيعتيهما الأصليتين ،