صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/204

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۹۸ –

الفصل الثالث

النفس

٦۱ — تعريف النفس

أ — يتضمن كتاب النفس مقالات ثلاث : الأولى مقدمة في علم النفس و حصر مسائله وآراء الفلاسفة وتمحيصها ، الثانية في حد النفس بالإجمال وفي النفس النامية والنفس الحاسة ، والثالثة في النفس الناطقة وفي القوة المحركة. وسنعمل في هذا العدد المقالة الأولى والقسم الأول من الثانية ، ثم تلخص باقى الأقسام على التوالي ، أما « الطبيعيات الصغرى ، فنقتبس منها أشياء قليلة في الكلام على المخيلة والذاكرة.

ب — النفس للجسم الحي بمثابة الصورة والطبيعة لغير الحي أي أنهـا مبدأ الأفعال الحيوية على اختلافها. فعلم النفس جزء من العلم الطبيعي لأن موضوعه · مركب من مادة وصورة. وهو أشرف جزء لأنه يفحص عن أكمل وأشرف صورة من بين الصور الطبيعية. وهو عظيم الفائدة في الفحص عن الحقيقة بأكملها ( لأن العلوم العقلية والخلقية إنما تتشأمن رجوع النفس على ذاتها وتعرف أحوالها). والمنهاج القويم في هذا العلم مزاج من الاستقراء والقياس ، فنحن لاندرك النفس في ذاتها فيجب أن تبدأ بالظواهر النفسية أي الأفعال الصادرة عن الحي من حيث هو كذلك ، وهذه الظواهر إذ ترتب ترتيباً علميا تعرفنا بمصادرها المباشرة وهى القوى النفسية ، وهذه تعرفنا بالنفس. بل يجب أحياناً قبل النظر في بعض الأفعال دراسة موضوعاتها ، فمثلاً في دراسة القوة الحاسة المحسوس هو الأول الذي يعرفنا