صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/205

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۹۹ --- بالإحساس ، وفي دراسة القوة العاقلة المعقول هو الذي يعرفنا بالتعقل قلنا إن علم النفس جزء من العلم الطبيعي ، وقد يسلم بذلك من جهة الحياة النباتية ، ولكن الأمر يحتاج إلى إيضاح من جهة الحياة الحسية والعقلية لا يبدو من مباينة أفعالها للمادة مباينة ظاهرة . وأرسطو يقرر أن الاتصالات ( مثل الغضب والخوف والرجاء والفرح والبغض والمحبة ) لا يمكن أن تصدر عن النفس وحدها ، ولكنها تصدر عن المركب من النفس والجسم كما سنبين الآن .. وأن الإحساس فعل النفس بمشاركة العضو الناس الأحد لإدراك المحسوس كالمين والأذن -- وأن التعقل ولو أنه خاص بالنفس إلا أنه مفتقر للتخيل ولا يتحقق التخيل من غير الجسم . وإذن فجميع الأضال النفسية في الأجسام الحية متعلقة بالجسم وداخلة في العلم الطبيعي . وسيأتى الدليل على القضيتين الثانية والثالثة ( ٦٢ ٣ ، ٦٣ ٠ ) . أما الأولى فيدل عليها أولا أنه في نفس الوقت الذي يحدث فيه انفعال نفسى يحدث تغير في الجسم وثانياً أن المرء قد يعرض له ماهو خليق أن يشعره بالخوف أو بالنصب فلا يخاف ولا يغضب ، ثم تجده أحياناً أخرى يهتاج لأهون الأسباب لأن جسمه مهتاج أو مجهد ؛ وثالثاً أنه يمكن استشعار الخوف دون أي سبب خارجي مثلما ترى عند العصبيين والسوداويين ، فإن الهم والجزع ناشئان عنـدهم من اختلال الجسم . فإذا كان ذلك فواضح أن الأفعالات صور متحققة في مادة ؛ ويجب أ ب أن يشتمل حدها على المنصرين فلا يقال مثلا على طريقة الجدليين : إن الغضب شهرة الإنتقام ، ولا على الطريقة المألوفة عند الطبيعيين : إن الغضب غليان الدم حول القلب ، بل يجمع بين الحدين فيقال : الغضب توارد الدم إلى القلب مع شهوة الإنتقام . وعلى ذلك فليس التعبير الصحيح أن يقال إن النفس تخاف أو تغضب ، بل إن الإنسان يغضب أو يخاف (۱) مانا - و م ٢ بداية ف ٤ . . .